جاءت الأحداث الأخيرة في مصر، والتغييرات التي جرت، لتبعثر الأوراق الفنية في كافة المجالات الدرامية، سينمائياً، وتلفزيونياً، وحتى مسرحياً. فقد اضطر كثير من الأعمال الفنية الجديدة إلى عمل تغييرات كبيرة في أحداث الأعمال الدرامية، التي كان قد بدأ تصويرها قبل حدوث “ثورة 25 يناير”، وهذه التغييرات شملت القصة والسيناريو والحوار ومشاهد التصوير، وذلك لتتلاءم مع الأحداث الجديدة. وقال الممثل المصري خالد الصاوي إنه يتوقع حالة كاملة من التغيير في أحداث الدراما المصرية، سواء التلفزيونية، أو السينمائية، في الفترة المقبلة نظراً للتطور القائم في الشارع المصري كله والذي يشهد حالة من التغيير والتطهير للقضاء على فساد استمر سنوات طويلة (بحسب تعبيره). وأضاف: «أنه بات بالإمكان تناول موضوعات كان ممنوعاً الحديث عنها في السابق بأوامر من أجهزة عدة بينها أمن الدولة ووزارة الإعلام والرقابة التي تتنوّع مصادرها بين جهات متباينة لكل منها رأي في الأعمال الفنية بما يفسد الإبداع ويقيّد حرية المبدع». وأشار الصاوي (وهو أحد أبرز الوجوه التي شاركت في الثورة المصرية) إلى أنه قام بتغيير أحداث مسلسله التلفزيوني الجديد «خاتم سليمان» بما يتناسب مع الوضع الجديد في مصر بعد الثورة والذي بات ضرورة ملحة لا يمكن التغاضي عنها، منوهاً بأن أحداث المسلسل تسمح بهذا التغيير وإلا ما كان بالإمكان أبداً تغيير الأحداث إلا من خلال نص جديد مختلف تماماً. وكان فريق عمل المسلسل التليفزيوني المصري الجديد «خاتم سليمان» بدأ في تغيير جزء كبير من الأحداث بما يتناسب مع الأوضاع في مصر والمنطقة العربية عقب اندلاع الثورات ونجاحها في تغيير النظامين الحاكمين في تونس ومصر. وقال مخرج المسلسل أحمد عبدالحميد: «كان لا بد من تغيير الأحداث لأنه ليس من المقبول أن يتم تصوير الأحداث القديمة كما كُتبت قبل نجاح الثورة المصرية التي غيّرت الكثير من المواقف ولا بد على إثرها أن تتغيّر الكثير من الأمور في المستقبل». وأضاف أنه كان محظوظاً لأن النص الذي كتبه محمد الحناوي كان يتحمّل التغيير لأنه يتناول فترة زمنية ممتدة على مدار أكثر من عام وبالتالي تم إحلال الثورة في منتصف الأحداث لتجري حالة التطور في الأحداث باتجاه تطهير الفساد في مرحلة ما بعد الثورة. الجدير بالذكر أن المسلسل يتناول شخصية جراح مصري معروف تتحكّم فيه زوجته المتسلطة التي تستغل اسمه وعلاقاته للتحوّل إلى سيدة أعمال ثرية لا تتورع عن القيام بأي تصرفات أو التورط في أي فساد للحصول على المزيد من المال حتى يكتشف الزوج ما يجري من حوله فيبدأ في مواجهتها بينما يتعرّض للكثير من المخاطر من جانب أتباعها. ويقوم ببطولة المسلسل خالد الصاوي ورانيا فريد والتونسية فريال يوسف وعدد من الوجوه الشابة ويتولى انتاجه شركة «بركة ديزاين» ويبدأ تصويره في القاهرة خلال أيام.