الحمد لله الذي أكرم هذه البلاد بحكومة رشيدة تسهر على راحة المواطن وتتلمس حاجاته وضروراته، وأن هيّأ لها قادة أقوياء، مخلصين للدين والدفاع عن حياضه. هذا هو منهج هذه الدولة منذ أن قامت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وخلف من بعده خلف حافظوا على كيان هذه الدولة، بحفاظهم على الدين ومؤسساته. زف يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الثاني أخبارًا شنفت لها الآذان، أوامر ملكية حملت في طياتها الخير كل الخير للوطن والمواطن، تناقلتها وكالات أنباء المواطنين الخلص، واستقبلتها بالفرح والدعاء للمليك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز عقّمت الفضاء مما علقه من عبث المهرجين والغوغائيين من حولنا، أوامر ملكية كريمة تاريخية، اكتسبت أهميتها، كونها نبعت من قلب رجل مؤمن صادق مخلص غيور على الدين والوطن. حملت أوامر وتوجيهات المليك المفدى مضامين، يجدر الوقوف عندها وتأملها، بعد أن لبست وشاح الدين، قائمة ومعتمدة على مصدريه الكتاب والسنّة، مما أكسبها القوة والحزم.. يا لها من أوامر ملكية أعاد البعض منها البهجة للمواطن، والبعض الآخر أعاد الأمور إلى نصابها، كيف لا! وهذه البلاد مهبط الإسلام ومحط أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. في قراءة خاطفة لمضامين الأوامر الملكية التاريخية الخاصة برفاهية المواطن أو التي لها علاقة بالفتوى والمؤسسات الدينية الأخرى، لنا عدة وقفات: الوقفة الأولى: بث مشاعر الفرحة والبهجة في نفوس موظفي الدولة وطلاب وطالبات التعليم العالي. الوقفة الثانية: المحاولة الجادة للقضاء على البطالة بعد التوكل على الله. الوقفة الثالثة: هذا الأمر الملكي أعاد للعلماء المعتبرين والمؤسسات الدينية الرسمية هيبتها، بعد أن نالها ما نالها من النقد والانتقاص من بعض الكتَّاب المجتهدين. الوقفة الرابعة: التأكيد على حرص المليك المفدى في سعيه للقضاء على الفساد والمفسدين عندما قال حفظه الله في أمر ملكي سابق: (رصدنا تجاوزات لا يمكن أن نسمح بها ومن واجبنا الشرعي الوقوف إزائها بقوة وحزم)، فهذه الكلمات الملكية الصادقة، بثت مشاعر الأمن والطمأنينة من جديد في نفس المسلم بوجه عام والمواطن بشكل خاص، حتى توج هذا التوجه بأمر ملكي جديد يقضي بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، وآخر بدعم الجهات الرقابية؛ مما يدل على عزم المليك للقضاء على هذا المرض العضال مهما كلف الأمر. الوقفة الخامسة: اهتمام المليك بتأمين السكن المريح للمواطن. الوقفة السادسة: تكريس اهتمام القيادة بهيئات ومؤسسات الدولة الدينية ودعمها ماديًا ومعنويًا. الوقفة السابعة: تقدير المليك للرجال البواسل في القطاعات العسكرية كافة. الوقفة الثامنة: اهتمامه حفظه الله بشأن الفتوى، وإعطائها اهتمامه الخاص الذي يليق بها. الوقفة التاسعة: هذه الأوامر الملكية الكريمة برمتها؛ تأتي في سياق الأوامر الملكية القوية التاريخية التي يسعى من خلالها الملك عبدالله، لتصحيح مسار البلاد والعباد، ولعمري فإن هذه الأوامر الملكية الكريمة الجديدة، تجسد حرص المليك على رفاهية المواطن وسلامة الوطن، فيها غيرة ملكية على دين الله من عبث العابثين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وفيها حسم لموضوع الفتاوى وتكريم العلماء الربانيين، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، هذه هي الأوامر الملكية الجديدة واضحة بجلاء، لا تحتاج إلى مزايدات أو تأويلات، ولكن يبقى دور المواطن المخلص والإعلام الصادق في إبراز جهود القيادة الرشيدة، للوقوف بحزم في وجه الحاقدين وأصحاب الأقلام المريضة والأبواق المسمومة، الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن وقيادته؛ لتفويت الفرصة عليهم، ولتسلم سفينة الوطن من الغرق، فالعالم من حولنا يتخطف، ويبقى يوم الجمعة 14/4/1432ه؛ عيدًا آخر تاريخيًا، سيظل محفورًا في ذاكرة المواطن السعودي؛ أُعلن فيه قضم البطالة، ومحاصرة الغلاء، وتكبيل الفساد، ورفاهية الشعب، عبر قرارات كريمة أصدرها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز أعزه الله، وسيكون هذا الشعب وفيًا -كعادته- لقيادته الرشيدة، التي رأت فيه الاستثمار الحقيقي. [email protected]