أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور بكري يوسف بكري أن عمليات التجميل تختلف من عملية لأخرى، موضحًا أن منها ما هو مباح ومنها ما هو محظور، وقال: لا يمكن الحكم على عملية ما بأن بها محظورًا شرعيًا أم لا إلا بعد استيفاء عدة شروط، فإذا كانت العملية الخاصة بالوجه مثلًا لتغيير العيوب الخلقية فهذه ليست بها أي مشكلة لأن الإنسان قد يزيل بها عيبًا خلقيًا ألمّ به، فالعيوب الخلقية التي بالإنسان تزال بهذه العمليات، وذلك لأن الضرورات تبيح المحظورات وهذه العيوب قد تنفر الناس من الشخص. وأوضح بكري أن العمليات التي تجرى في بعض محلات التجميل بها خروج عن المألوف، فبعض الناس والأطباء قد يقومون ببعض العمليات، التي تخرج عن الأساسيات وتؤدي إلى تغيير خلقة الله، وهذه العمليات محظورة شرعا ومن المحرم عملها، لأنها تغيير لخلق الله في الدرجة الأولى، كما أنه ليست هناك حاجة ملحة لعملها. مطالبًا القائمين على هذه العمليات وكذلك من يريد إجراءها بأن يكون ذلك عند الضرورة فقط، مبينا أن الذهاب لهذه العيادات وإجراء العمليات دونما ضرورة واضحة يدخل الإنسان في دائرة الحرام. وبدوره يقول الأستاذ المشارك بقسم الفقه بالجامعة الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن رباح الردادي: جراحة التجميل تنقسم إلى قسمين: جراحة ضرورية، وهي التي تكون لأجل حاجة أو ضرورة كإزالة العيوب الناتجة عن مرض أو حادث أو حروق أو غير ذلك، أو إزالة عيوب خَلقية وُلِد بها الشخص، فهذا النوع من العمليات جائز. وقد جاء في السنة ما يدل على جوازها، ومن ذلك حديث عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية -حرب في الجاهلية- فاتخذ أنفًا من ورِق -أي فضة- فأنتن عليه، فأمره النبي أن يتخذ أنفًا من ذهب. رواه الترمذي، وأبو داود وغيرهما وحسنه الألباني. وهناك جراحة للتحسين: وهي جراحة يقصد صاحبها تحسين المظهر، مثل تجميل الأنف بتصغيره، أو عمليات شد الوجه، ونحو ذلك، فهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن. فهذا النوع من الجراحة لا يشتمل على دوافع ضرورية، بل غاية ما فيه تغيير خلق الله، والعبث اتباعًا للأهواء والشهوات، فهو محرم لا يجوز فعله، وذلك لأنه تغيير لخلق الله، والشيطان هو الذي يأمر الناس بتغيير خلق الله. واختتم الردادي حديثه قائلًا: ليعلم المسلم أن أبواب الرزق واسعة، وأن الله لم يضيق على عباده ويجعل رزقهم فيما حرم عليهم ولا يجوز لأحد أن يستعجل الرزق المقدّر بارتكاب الحرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها؛ فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته”.