لا يخفى على الجميع أهمية تواصل المنشد مع معجبيه، لذلك يحرص جميع المنشدين على التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة بحسبان أنها أهم أدوات التواصل، باختلاف أنواع الإعلام ووسائله من تليفزيون وصحف ورقية وإلكترونية ومواقع إنترنت، ولأن بعض المنشدين قد لا يستطيعون الوصول لمحبيهم عبر شاشات التلفزة أو الصحف والمجلات، لذلك نجدهم يبذلون ما عليهم ليصل صوتهم لجماهيرهم، كما اتجه غالبية المنشدين إلى إنشاء مواقع شخصية لهم وإنزال أعمالهم عليها، فما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المواقع؟ وهل تستطيع إنقاذ بعض المنشدين من التهميش؟ وهل هناك ضرورة حقيقية لها لزيادة التواصل بين المنشد ومحبيه؟ أم أنها أضحت مجرد مظهر اجتماعي؟ "الرسالة" استطلعت آراء بعض المنشدين فكانت الحصيلة التالية: تفعيل التواصل بداية يرى مدرب الهندسة الصوتية المهندس نوار ثابت أن إيجابيات هذه المواقع أكثر من سلبياتها، وقال: من خلال هذه المواقع يستطيع المنشد أن يتواصل مع جمهوره ومع وسائل الإعلام بكل ما هو جديد، كما يستطيع استقبال مقترحات المعجبين وطلباتهم الخاصة، إضافة للإعلان عن وسائطه الجديدة كخدمة نغمات الاتصال وخلافه. وأكد نوار وجود صفحة إعجاب خاصة به في الفيس بوك، وقال: الهدف من ذلك هو كسب المزيد من الجمهور، لكن مثل هذه الصفحة لا تغني عن إنشاء موقع شخصي يكون تحت تصرفي الكامل أضع فيه ما أشاء من أناشيد وطرق تواصل وأكون مسؤول عنه بشكل كامل. لذلك أطالب جميع المنشدين بأن يستغلوا هذه الفكرة ويقوموا بإنشاء مواقع خاصة بهم، ليتواصلوا معهم جمهورهم ويتحفونا من خلالها بكل ما هو جديد لديهم. مرجعية وأرشيف ويقول المسؤول الإعلامي بفرقة صدى الخليج الإنشادية المنشد عمر شرعب: في الفترة الأخيرة أصبحنا نرى توجهًا من المنشدين لإنشاء صفحات خاصة بهم عبر الشبكة العنكبوتية وهذا التوجه لا أرى بأسًا فيه، فمثل هذه المواقع يمكن أن تكون بمثابة الأرشيف والمرجع للمنشد وهي خطوة فعالة تربط المنشد مع التقنيات الأخرى مثل الفيس بوك والتويتر واليوتيوب فهذه الجميع يدخل إليها وهي تساهم بشدة في نجاح المنشد وعلى الجميع الاستفادة من هذه التقنيات لأنها مفيدة مستقبلًا. ونوَّه شرعب إلى أن هذه المواقع الخاصة يمكنها الإيفاء والتفوق على صفحات الإعجاب على الفيس بوك، وقال: رغم ذلك ينبغي على المنشد أن يمزج وبذكاء بينهما، فالأخير ما زال يقدم لنا الحلول والبدائل التي تغني من دخول المنشدين وإنشائهم صفحات شخصية. ومثل هذه الخطوة يعقلها المنشدون القريبون من جماهيرهم. ضرورة للمشهورين وعلى ذات النسق يؤكد مدير شبكة بسملة الإنشادية الأستاذ عمر الجنيدي أن الصفحات الشخصية للفنان الذي يمتلك شريحة مقنعة من الجمهور هي ضرورة، وليست خطوة جيّدة فقط كما يعتقدها البعض، واستدرك بالقول: لكن بعض المنشدين الصاعدين قد يبالغون في هذه المسألة ويقومون بإنشاء صفحات خاصة للإعجاب بعد أول عمل يقومون به دون أن تكون أعمالهم قد وصلت للمستوى المأمول وبالتالي تكون أناشيدهم شديدة التواضع. وأضاف الجنيدي: الهدف من إنشاء صفحات المعجبين في الفيس بوك يختلف عن الهدف من إنشاء المواقع الشخصية للفنان، حيث إن بعضهم استغنى بها عن المواقع الشخصية، خاصة مع سهولة إنشائها ومتابعتها وتكاليفها البسيطة. شخصيًا أفضل أن يكون لدى المنشد صفحة إعجاب وموقع إلكتروني لكل فنان ومنشد إذا كان له ظهور على مستوى الساحة وليس من المبتدئين حديثا. ففكرة إنشاء هذه الصفحات تعود للمنشد وتوجهه في المقام الأول والأخير. ******************************** العبالي: معظم المهتمين من المغمورين وكثير منهم يفتر حماسه ويرى المتخصص في إنشاء مواقع شخصية عبر الشبكة العنكبوتية الأستاذ عبدالرحمن العبالي أن غالبية من يقبلون على هذه الفكرة من المنشدين الحديثين وليس المعروفين، ويقول: هنا تكمن المشكلة حيث يتحمس المنشد في بداية الأمر للقيام بكل ما قد يزيد من سمعته ويؤدي إلى زيادة شعبيته في الساحة، ولكن سرعان ما يصاب بعضهم بالبرود ويتوقف عن الاهتمام بهذه المواقع أو الصفحات لأنه يكون قد قام بها في الأساس بدافع الحماس ودون دراسة الموضوع بشكل دقيق أو وضع ميزانية محددة. وأضاف العبالي: يهتم بهذا الجانب المنشدون والفنانون على حدٍ سواء، والعقبة الوحيدة التي تقف دون اكتمال هذا المشروع بصورة جيدة هو أن من يقومون بها غالبًا ما يكونون من الصاعدين المتحمسين وغير المعروفين عبر مستوى الساحة. أما المشهورون فهم يوكلون هذا الأمر لسكرتارياتهم وإن كنت أرى أن يهتم بها الجميع وأن يولوها ما تستحقه من اهتمام ورعاية.