ما أن أعلن عن موعد خطاب خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة 18 مارس إلا وتحولت كل شاشة تلفزيون لنقطة تجمع للسعوديين ، و ما أن بدا وجه الوالد المفدى إلا و تلقته القلوب بلهفتها الصادقة و شوقها المستبد و راحت تطبع القبل على محياه الطافح بشرا و نقاء ، ألقى - حفظه الله خطابه السامي الذي وإن لم يتجاوز الأسطر القليلة فإنه تجاوز الآفاق و استقل السحاب طائفا بكل مدينة وقرية في مملكتنا الحبيبة ، مرسلا بشائر المطر لكل السعوديين الذين خذلوا مكائد أعدائهم الذين جهدوا لسنين مديدة وهم يحيكون الحيل و ينفثون في العقد ، حرثوا الفضاء و ضاقت بهم الشبكة العنكبوتية و تخشبت أصابعهم من النقر على ( الكي بورد ) فما حركوا في الشعب السعودي شعرة ، لأن الوالد الحبيب عبد الله بن عبد العزيز هو فقط من يحرك مشاعر الشعب و يشعلها حبا وولاء ، فبعد خطابه التاريخي بدقائق تداعى السعوديون ثائرين و خرجوا متظاهرين على الطريقة السعودية المفعمة بالخصوصية ، فكانت جمعة الثورة المجيدة هي يوم لقائهم بوالدهم ، موعدا لثورتهم التي تصممها عفوية العاطفة الجامحة لرجل يتفق عليه شعبه ويجتمعون على حبه و الولاء و الدعاء له ، جاعلا كل مدن المملكة و كل شوارعها و شواطئها نقاطا لتجمع الغمام وانهمار المطر و تألق الربيع ، فتظاهر الشعب السعودي رافعا سقف المطالب لله عز وجل أن يسعد أبا متعب بتمام العافية و كمال الصحة كما أسعد كل سعودي ، و أن ينصره بنصرته لدينه ، و أن يدحر أعداءه و يرد كيدهم لنحورهم برده على وفاء شعبه رد الوالد الحاني و الملك العادل ، و لم يكن مستغربا فهو الملقب بأبي المكارم و حبيب الشعب ، و هكذا رصد العالم أجمع نبض الخصوصية السعودية التي لا يدركها إلا من تنفس صبا نجد ، و تلمظ عجوة ( طيبة ) و( خلاص) الأحساء و ( سكري ) القصيم ، و تعطر بورد الطائف ، و حلى بمنجا جيزان ، فلهؤلاء الناعقين قال الشعب السعودي : ( العبوا بعيد ) ثورتنا نحن من يحدد موعدها و مضمونها و مكانها و سقف مطالبها في كل الأحوال أن يحفظ الله ولاة أمرنا و يمدهم بنصره وتأييده . [email protected]