جاءت كلمة سمو الأمير نايف يحفظه الله مساء أمس الأول للشعب السعودي لتعبر عن حقيقة القيم الإسلامية والإنسانية والأخلاقيات السامية التي تميزت بها بلاد الحرمين الشريفين شعبا وحكومة. فكانت تلك الكلمة التي تفيض حبا وعرفانا وشاحا من الدرجة الأولى يزين صدر كل مواطن سعودي تربى على ارض هذه البلاد وتعلم منها قيم النبل والوفاء والصبر والثبات عند حلول الفتن والشدائد والمحن والتحديات.. نعم لقد أثبت الشعب السعودي أمام العالم كله بأنه بالمقام الأول شعب أصيل لا يبيع قيمه ولا مبادئه ولا أمانته ولا حبه ولا ولاءه لأرضه وبلاده مهما كانت التحديات. وأنه شعب الحكمة والوعي والعقلانية التي لا تؤثر عليها مزامير المغرضين ولا ضجيج المطبلين.. لقد قضى الشعب السعودي أسبوعا كاملا من القلق والمخاوف والهواجس من رعب المظاهرات وفوضى المصادمات. فنحن مجتمع مسالم لا يعرف الفوضى ولا التكتلات ولا التحزبات. لقد كان الخوف كل الخوف على شبابنا الذين جميعنا يعرف الظروف الاقتصادية والمجتمعية التي يعاني منها بعضهم، أن يستغلها خفافيش الظلام ليغرروا بهم ضد بلادهم، ولكن بحمد الله نحن شعب تربى على الدين والقيم والمحبة والسلام والصبر في الشدة والرخاء. فوقفوا جميعهم بصف واحد ضد المغرضين وصاحوا جميعا بصوت واحد « كلنا فدوتك يا بو متعب” .. إنها التربية الكريمة التي تربى عليها أبناء هذا الشعب الكريم الأصيل، فلم يبع دينه وقيمه وأصالته بغرض من الدنيا قليل. صمدنا جميعا أمام طوفان الثورات وحمامات الدماء، وسنتجاوز كل المعضلات وكل المشكلات والتحديات بإذن الله تعالى بالعقلانية والوعي والمنطق والحب والوفاء والتضحية، لأجل أن يبقى هذا الوطن الحبيب جنة الدنيا وواحة الأمان وحمامة السلام. فكان ذاك الوفاء من شعب الوفاء كما كان ذاك الوفاء والحب والتقدير من قيادتنا الحبيبة التي ضمت ذلك الشعب إلى صدرها وبادلته حبا بحب ووفاء بوفاء وهكذا هي شيم العروبة وهكذا هي قيم التربية الإسلامية والأصالة والمروءة العربية الأصيلة.. فدمت يا بلادنا الحبيبة، دمت وطن السلام وأنموذج الأمن والأمان.. آخر الكلام « بلادي هواها في لساني وفي دمي ... يمجدها قلبي ويدعو لها فمي ... ومن تؤوهِ دار فيجحد فضلها.. يكن حيوانا فوقه كل أعجمي .. ألم تر أن الطير إن جاء عشه .. فآواه في أكنافه يترنم .. ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها .. تجئه فنون الحادثات بأظلم ..» د/ وفاء إسماعيل خنكار -نادي الطائف الأدبي