كشفت مصادر مسؤولة بالجامعة العربية عن وجود انقسام بين الدول العربية حول فرض حظر جوى على الأراضى الليبية، وتسليح الثوار الليبيين، مؤكدة أن عددا كبيرا من الدول العربية في مقدمتها دول الخليج تضغط لاستصدار قرار خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذى يعقد اليوم، بمقر الجامعة العربية بهذا الشأن، فيما تعترض دول عربية أخرى، فيما نفت المصادر مشاركة أي وفود ليبية في الاجتماع، مؤكدة أن وصول وفد حكومى ليبي إلى القاهرة لا يعنى أن هذا الوفد سيشارك في الاجتماع، كاشفة في ذات الوقت عن وجود خلاف بين الدول العربية على فرض حظر جوي على الأراضى الليبية، وتسليح الثوار الليبيين . وأكدت المصادر أن عددًا كبيرًا من الدول العربية تسعى إلى فرض حظر جوى على الأراضى الليبية، مشيرة إلى أن دول الخليج العربى تتبنى هذا الموقف، فيما تعترض عليه عدد من الدول، استنادا إلى أن ذلك سيعوق عمليات نقل رعايا الدول العربية والأجنبية الذين يرغبون في العودة لبلادهم. وأكدت المصادر أن ليبيا لن تشارك فى الاجتماع بأي تمثيل، لأن ذلك يتطلب موافقة مسبقة من مجلس الجامعة، مشيرة إلى أن المجلس سيبحث أيضا خلال الاجتماع مسألة الاعتراف بالمجلس الوطنى الليبى المعارض. من جهته أكد السفير عفيفي عبدالوهاب مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية أن قرار مجلس الجامعة العربية واضح وصريح فيما يتعلق بعدم مشاركة الوفود الليبية فى أنشطة الجامعة، مشيرا إلى أن القرار لا يزال ساريا، وتم تطبيقه فى الاجتماعين الاخيرين لمجلس الجامعة، مما يعنى أنه سيستمر، والذى ينطبق على كافة الوفود الليبية سواء من الحكومة أو المعارضة. وقد وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة من مساء الخميس، وفد ليبي كبير قادما على طائرة ركاب خاصة من طرابلس في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، سعيا للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وفي تطور لافت أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا وبريطانيا مستعدتان للمشاركة بشروط في توجيه «ضربات محددة الأهداف» ضد القوات الموالية لنظام معمر القذافي خصوصا إذا قامت هذه الأخيرة باستخدام «أسلحة كيميائية» ضد السكان. فيما طالبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي فورا وقالت إنها لا تعتبره متحدثا شرعيا باسم مستقبل ليبيا. وقالت ميركل التي تحضر قمة استئنائية للاتحاد الاوروبي في بروكسل لمناقشة الازمة الليبية إن دول الاتحاد بحاجة إلى التوصل إلى موقف مشترك. وفى السياق سحبت المعارضة الليبية المسلحة آخر نقطة تفتيش رئيسة لها في راس لانوف إلى الوراء أمس وأقامتها على بعد ما بين 15 و20 كيلومترا إلى الشرق وقالت إن قواتها مشتبكة مع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في البلدة النفطية. أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقال أمس إن أوروبا يجب أن تكثف إجراءاتها لعزل الزعيم الليبي معمر القذافي، وأن توضح له أن عليه أن يترك السلطة. وقال كاميرون للصحفيين “أعتقد أن من المهم أن تظهر دول أوروبا إرادة سياسية وأن تظهر طموحا وأن تظهر وحدة في إيضاح أن على العقيد القذافي أن يرحل وأن نظامه غير شرعي وأن ما يفعله بشعبه غير مقبول على الإطلاق”.