خلّى الرئيس الإيراني الأسبق والرئيس الحالى لمجلس الخبراء أكبر هاشمي رفسنجاني عن منصبه أمس إلى نائبه آية الله محمد رضا مهدوي كني، بعدما سحب ترشيحه لخوض الانتخابات القادمة لاختيار رئيس جديد . ويعد انسحاب رفسنجاني من منصبه والذي يعد من أبرز الوجوه وأقدمها في الحياة السياسية الايرانية منذ اندلاع الثورة الاسلامية عام 1979 ضربة قوية لمحاولته لعب دور وساطة بين المحافظين الذين يمثلون الرئيس أحمدي نجاد ومؤيديه والمعارضين، وسيترك أيضا أثرا على المدى القريب في ترجيح كفة المعسكر المحافظ في صراع القوى الدائر حاليا على المعارضة التي يزداد تهميشها مع مرور الوقت. وسيغيب رفسنجاني عن لعب دور محوري في تحديد من سيخلف خامنئي الذي يبلغ من العمر 71 عاما، إذ يملك مجلس الخبراء نظريا القدرة على عزل الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي وفي اختيار خلفه. وما زال رفسنجاني رئيسا لمجمع تشخيص مصلحة النظام وهو الجهة التي تفصل في النزاعات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور. إلى ذلك أفادت مواقع إلكترونية تابعة للمعارضة الإيرانية بأن المعارضين المنتمين لحركة “الموجة الخضراء” كانوا يعتزمون استئناف احتجاجاتهم أمس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لإطلاق سراح زعيمي الحركة الرئيسيين ، مير حسين موسوي ومهدي كروبي ، اللذين أخضعا للإقامة الجبرية ومنعت عنهما وسائل الاتصالات منذ ثلاثة أسابيع تقريبا وتفيد تقارير بأن زوجتي الزعيمين ، زهرة رهنورد وفاطمة كروبي ، محتجزتان أيضا في سجن "حشمتيه" العسكري في شرق طهران، وهو ما نفاه وزير القضاء والخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، مؤكدا أنهما خاضعتان للإقامة الجبرية، فيما رد أقارب لموسوي وكروبي بالقول إن أضواء منزليهما مطفأة منذ أسابيع، وأن عدم السماح لأقاربهما بلقائهما يثير الشكوك في الرواية الرسمية. ولقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم وألقي القبض على عدد غير معلوم من المتظاهرين خلال مظاهرات احتجاجية بطهران في الأسابيع الماضية وفي سياق آخر صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست أمس ان ايران "تواصل جهودها" بحثا عن اثر للعميل السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت ليفينسون الذي فقد في 2007 في جزيرة كيش الايرانية. وجاء تصريح مهمانبرست ردا على سؤال عن تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت الجمعة ان ليفينسون على قيد الحياة على الارجح وطلبت من ايران "بذل جهود انسانية" للعثور عليه. واكد مهمانبرست بأنه:"على الرغم من كل جهودنا (...) لم نعثر على اثر لهذا الشخص في بلدنا"، واضاف "من جانب انساني، نواصل جهودنا وساعدنا عائلته في القدوم الى ايران ووضعنا كل الوسائل بتصرفها". وكانت كلينتون تحدثت الجمعة عن "مؤشرات حديثة" تفيد ان ليفينسون "محتجز في مكان ما في جنوب غرب آسيا"، مشيرة بذلك الى ايران او افغانستان او باكستان، واضافت "نطلب من الحكومة الايرانية القيام بجهود انسانية لاعادته بصحة جيدة"، وعلق مهمانبرست على طلب كلينتون المساعدة من إيران بالقول:”إن ذلك يدل على قوة وتأثير اجهزة استخباراتنا في المنطقة". وفقد ليفينسون في جزيرة كيش في مارس 2007 بينما كان يحقق في تهريب التبغ. ونفى حراس الثورة مطلع فبراير معلومات تفيد بأنها اعتقلته.