قال الضَمِير المُتَكَلّم : ألم أؤكد لكم الثلاثاء الماضي أن أزمة الشعب الليبي الشقيق ، وما يتعرض له من ظلم وإبادة من آلات الطاغية ( مُعَمّر القذافي ) قد كشفت الكثير من الأقنعة ؛ فهذا أحدهم ( ينفي ما نسبه إليه تلفزيون الجماهيرية العربية الليبية من فتاوى تُحَرّم الخروج على الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤكداً وجوب حقن الدماء، رغم أنه لا يرى بأن حكومة القذافي حكومة إسلامية لأن الأخير لم يتولَ المنصب بمبايعة أهل الحل والعقد من رجال البلاد وقادتها وأهل الدين، بل جاء مغتصبا ثائراً على من سبقه. وأكد في برنامج إذاعي أن القذافي رجل عامي وجاهل بدوي ؛ فهو ليس إماماً ) ! نعم ففي قناعة ذلك الفَاضِل أن القذافي إنما اتصف بكل صفات الطاغوتية ؛ لأنه ( بَدَوي ) ؛ ومنطوق مفهوم المخالفة أنه لو كان من الحاضرة لكان رحيماً عادلاً نقياً ! يا سبحان الله الوطنيون من مجتمعنا يسعون لتوحيده على أساس الانتماء لهذا الوطن المعطاء ، ويحاربون كل مَن يحاول زرع بذور تفتيته وتقسيمه من منطلقات قبلية أو مناطقية أو بيئية ، أولئك الوطنيون يعملون على القضاء على كل مصطلحات الفرقة والتقسيم إياها ( صفر ستة ،وصفر سبعة ، وبدو وحَضر ، وبقايا حجاج وطرش بحر ) إلى أخر تلك التصنيفات البغيضة ؛ فإذا تلك الشرارة العنصرية وإسقاطاتها لا تصدر من الخارج أو من عاميّ جاهِل ، بل يقذف بها وبإسقاطاتها رجل له مكانته العلمية والاجتماعية وله طلابه الذين يقتدون به ! فذاك يتهم القذافي بالبداوة متناسياً مشاعر وحقوق شريحة كبيرة من أبناء هذا الوطن التي تفتخر بانتمائها لهذا الوطن وتَشْرُف بأصولها البدوية ! الحقيقة أن البعض لا يتورع عن القدح في أعراض الناس وأنسابهم وبيئاتهم ؛ تدافع عنه قاعدة يتم الترويج لها وهي أن ( لحوم العلماء مسمومة ) ، بينما لحوم بقية عباد الله حَلال ، يجوز ذبحها على الطريقة الإسلامية !! ولكن لا بأس مِن ( أكل شوية لَحَم مسموم ) لأن تناول السموم دواء لبعض الأمراض ، لنقول لذلك : لا تعتذر ، فالوطن وأبناؤه أكبر من إسقاطاتك ثم اعتذاراتك ، والانتماء له أكبر من الجميع ، وفي حبه تذوب الأصول والانتماءات بشتى صورها !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]