بطاقة مها عبود أبوبكر باعشن. من مواليد القاهرة - مصر - بكالوريوس آداب ( علم اجتماع جامعة الملك عبد العزيز ). - عضو اتحاد الكتاب العرب « القاهرة» - حاليا متعاونة مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية. عندما تلتقي مبدعا يزدهي كتابة وموسيقى، شعرا ونثرا، حروفا وخطوطا وألوانا، فأنت لا تملك إلا أن تفرح بداخلك، تظل تتابعه وهو يتفجر مثل بركان، هكذا فرحت بالشاعرة والتشكيلية والمذيعة مها باعشن، تابعتها وهي تصدح في العواصم العربية شعرا، وهي تفتتح معارضها التشكيلية بالمملكة والقاهرة، وهي تخاطب الشباب السعودي، وتضع أصابعها على قضاياه جامعة خيوطها الدقيقة عبر التليفزيون. في برنامج «بنات حوا» على الفضائية اللبنانية كانت بداية تعرفي عليها، ووجدتني أنتظر برنامج «حديث الياسمين» الذي تشارك في تقديمه على القناة الأولى السعودية، كنت أفكر وأنا أتابعها في الرسالة التي تحرص على أدائها عبر القنوات المختلفة، والفنون المتنوعة، كأنها تريد أن تنبه وتحذر وتوقظ الشباب، مرة بالكلمة والموسيقى، ومرة بالخطوط والألوان، ومرة بالمناقشة والتحليل وعرض الصور من الواقع. باعشن وعين اليمامة: لا أذكر الإعلامية المبدعة مها باعشن إلا وأذكر وضاء، تلك الطفلة الجميلة التي حملت الجنسية الأمريكية، وكتبت باعشن قصتها في إطار أحداث الحادي عشر من سبتمبر. فالرواية تدور أحداثها فى نيويورك بأمريكا من دارة صفية بنت زقر إلى بريطانيا: تحكي مها باعشن أنها نشأت في بيت دفعها للإبداع، لم تواجه مثل أية امرأة سعودية عقبات في طريق موهبة الرسم التي تفجرت، تقول: بدأت الرسم في المرحلة المتوسطة، قبلها كان حلما أن أرسم، رسمت على الزجاج، لكنني سريعا ما تفجرت عندي موهبة الكتابة الشعرية، وبدأت تأشيرات دخول لمجلة سيدتي في المرحلة الثانوية، بعدها صارت لي مساحة بوح، وتنقلت بين عدة مجلات، أول لوحة رسمتها كانت «منظر طبيعي» كألوان زيتية ، كان رد الفعل بالبيت طيبا ومشجعا، دعاني لأن أكمل مشوار التشكيل بالدراسة في معهد أو في مركز، وبدأت بعد الجامعة أدرس الرسم، التحقت بدارة صفية بنت زقر وأخذت عندها كورسات فحم، بدأت بدروس الرسم الأولى وهي محاكاة المجسمات دون الدخول إلى المراحل التالية الخاصة بالتجريد، الأشياء الطبيعية، الكف، بعدها رجحت عندي كفة الفن التشكيلي على الشعر، وحصلت على دورة بالمركز السعودي للفنون التشكيلية، والتحقت بدورة للآلوان الزيتية ببريطانيا، ومع هذا ظل التشكيل هواية، ما وصلت لحد الاحتراف. وتضيف: دراستى في بريطانيا ساهمت في إثراء موهبتي..وكذلك دراستي في دارة صفية بنت زقر ساهمت في صقلها، وبشأن التشجيع الرسمي بشكل عام فأنا أعتقد أنه قد أصبح أفضل بكثير من ذي قبل، لكن الفن التشكيلي في المملكة لم يأخذ حقه الكافي بسبب المجتمع الذي لا يرغب كثيراً فيه.. وقليلون من يفهمون ويحسون بهذا الفن الراقي. اهتمام دائم بالإنسان البسيط: وتمسك مها بلوحة من لوحاتها قائلة: في لوحاتي على مختلف مراحلي الفنية هناك اهتمام دائم بالإنسان البسيط، ذلك السقاء الذي يحمل على كتفيه قربة الماء، والصياد الذي يزهو بصيده القليل، وتلك المرأة التي تتطلع إلى مصباح الكيروسين القديم، إنها شفافية احساس وشعور بالآخر .. ذلك الانسان البسيط الذي يسعد ويرضي بالقليل وأقل القليل...هؤلاء قد يكونون مهمشين، لكنهم أغنى البشر بمكنوناتهم الإنسانية. وتضيف مها عن تنوع إبداعاتها: ليس الهدف الانتشار، بل هو البركان الذي بداخلي والإحساس بسعادة وعذابات الأخرين عن طريق سرد مشكلاتهم ومعالجتها بالحلول المنطقية..وحتى إن لم توجد تلك الحلول فيكفيني ارتياحا أني أعبر عن الآمهم وهمومهم . سواء بالقلم او الريشة. وتؤكد: دراسة علم الاجتماع أثرت ثقافتي وفهمي للمجتمع ، لكنها لم تصنع منى اديبة اوشاعرة او تشكيلية او مقدمة برامج...كل ذلك يرجع للموهبة التى خصني الله عز وجل بها واحمده عليها. وتتوقف باعشن عند روايتها «وضاء» فتقول: تلك الرواية هي الأحب إلى قلبي .. لقد نالت استحسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ..ولي بصفحتها الأولى تعريف واعتزاز من الشيخ عبدالله الأحمر رحمه الله. أما القراء والنقاد فكانت لهم وقفات معها .فقد كتب فيها دراسة نقدية من الشاعر عاطف الجندي، وحالياً لها دراسة نقدية جديدة من دكاترة جامعه عين شمس بالقاهرة مثل الدكتور سيد قطب والدكتور جلال أبو زيد . وقد كتبت مها بمجلات: كل الناس , مجلة اليمامة , مجلة السفير العربي , ومجلة الرافد والحقائق الالكترونية , وحاليا كاتبة قصص قصيرة لمجلة أهلاوسهلا التابعة للخطوط الجوية السعودية .كتابة قصة قصيرة لمجلة عالم السعودية . وتضيف: لو أجادت المرأة السعوديّة استخدام الثقة التي منحها إيّاها خادم الحرمين والمجتمع، ستتبوأ أعلى المناصب وستُكرَّم عالميّاً وإقليمياً ومحليّاً لأنّها طموحة ومثابرة وصادقة في عملها. لقد إجتازت الكثير في فترة وجيزة مقارنةً بنظيرتها في المجتمعات الأخرى. المرأة القوية وليست الحالمة: وتضيف: القضية النسائية جزء من القضايا الإنسانية التي نعيشها، فجميعها مكملة لبعضها البعض، فكيف أدافع عن حقوق المرأة في قضية ما قبل أن أعمل حملات توعية للمجتمع بهذه القضية؟ فكيف يفهم المجتمع حقوق المرأة؟ وكيف تفهم هي حقوقها المفروضة لها من الله جل وعلا بدون فوضوية أو تحريف؟ وعن برامجها التليفزيونية تقول: قدمت صوتي ونظرتي وفهمي للأمور الحياتية والاجتماعية والسياسية بفكر معتدل بعيدا عن التحيز الشخصي، ففي برنامج «بنات حوا» ناقشت كل مايدور في المجتمعات العربية واحيانا العالمية وتطرقنا لأمور كثيرة من أول الوشم والتاتو إلى العنف والسياسة والذرة النووية..وكان صداه رائعا جدا وكتبت عنه الصحافة كثيرا ، أما عن تجربتي فكانت تجربة جميلة جعلتني أتعامل مع شرائح مختلفة التفكير مما أثرى خبراتي في الحياة، وفي «حديث الياسمين» استضفت كثيرا من الشخصيات التي حملت هموم المجتمع وتصدت لقضاياه.