يتشعّب الحديث الفكري والثقافي، وربما الأيدلوجي عن دور المرأة في الحياة، وحجم الحرية المتاحة لها للوقوف إلى جانب الرجل في المعترك الحياتي والإنساني؛ وتختلف الرؤى، بل تتصارع حيال ذلك الدور الذي يحاول بعض التيارات حصره في جانب بعينه، وعلى مر العصور أثبتت المرأة العربية والمسلمة أنها قادرة على صفع المتباكين والمنادين بدور أكبر ممّا يمنح لها من خلال منظور ضيّق، وأسطوانة مشروخة تستغل المرأة لتمرير حرية مستوردة لا تتناسب مع القيم الإسلامية والاجتماعية للمجتمعات العربية ذات الخصوصية في التعاطي مع الشأن النسوي. وخلال الأزمة التي عصفت بالشقيقة مصر كانت المرأة معاضدةً للرجل في موقف مهيب، تجلّت فيه قدراتها الفكرية والثقافية، بل حتى السياسية، ونالت المرأة المثقفة من بلاد الكنانة نصيب الأسد في التصدّي للأزمة، والتعايش معها بمخزون ثقافي تخلّص من عقد التطرّف والانحياز لصوت متشدد من هذا الطرف أو ذاك؛ وصفعت المرأة المصرية الفرقاء الذين يلوّحون بهامشية المرأة في المجتمعات العربية لتحقيق أجندة معينة، وربما لأهداف لا تتعلّق بمصلحة المرأة نفسها. على كلٍّ، المرأة حاضرة بقوة في وجدان الثقافة العربية، وفي صميم أزمات الأمة من المحيط إلى الخليج، ولا تحتاج من أحد الوصاية عليها. فقد حدد الله تعالى في كتابه الكريم دور المرأة، ومنحها الحرية التي يتشدّق دعاة التحرير بانعدامها..! معرض الأم والطفل منذ أمدٍ ليس بالقصير، عكفت الزميلة والأستاذة مناهل أحمد الرئيس التنفيذي لمؤسسة (جوانا) لتنظيم المعارض على دراسة مستفيضة، بنتها على أسس علمية وثقافية من منطلق الهمّ الاجتماعي الكبير فيما يتعلّق بالأم والطفل في آن واحد، ورأت من منظور ما قدمته من دراسات عميقة في ذلك الجانب أهمية إقامة معرض خاص بالأم والطفل، مع مزجه بأهداف مفيدة وناجعة، ولاسيما في المحيط الاستثماري. وفي ظني أن الفكرة ناجحة من حيث المبدأ، وقابلة للتطوير متى ما وجدت دعمًا مباشرًا من قِبل كافة الجهات ذات الاختصاص في القطاعين الحكومي والأهلي؛ كي ينتقل المجتمع بتبني مثل تلك المعارض إلى غدٍ متفائل يكفل للأم والطفل المشاركة الفاعلة في المناشط الثقافية والاجتماعية. [email protected]