أضفت عليه خلفيته العسكرية عمقًا خاصًا في شخصيته القيادية والإدارية. وأكسبه عمله السابق كضابط بالقوات البرية جدّية في حياته العامة والخاصة، فتميّز بحبه للعمل، وحرصه على الانضباط والدقة في الأداء والالتزام بالمواعيد، وهي السمات التي يلمسها كل من اقترب من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، أو عمل معه. تشرّب الأمير محمد بن ناصر حبّ العسكرية منذ نعومة أظفاره، فتقلّد العديد من المناصب ابتداء من قائد فصيل مع لواء الملك فهد الثامن، إلى قائد سلاح المشاة، ثم نائب قائد القوات البرية، حيث تلقى العديد من الأوسمة والدورات التدريبية، وله من الأبناء ستة (3 أولاد، و3 بنات)، وهي حالة الأبوة التي ميّزته أميرا، وأكسبته بعدا إنسانيا حانيا، كسا تعامله مع أبناء منطقته التي شغفها حبا، رداءً بهيا من التلاحم وخصوصية العلاقة التي يمكن أن تجمع بين مواطنين وولي أمرهم في تلك المنطقة المميزة. عشر سنوات مضت على تولي الأمير محمد مسؤولية منطقة جازان خلفا لابن خاله الأمير محمد بن تركي السديري، ومنذ توليه أميرا للمنطقة عشقها الرجل، فبادلته المنطقة وأهلها عشقا وحبا، حيث وهب وقته وجهده من اجل خدمتها، فاهتم بتنميتها وبنيتها التحتية، حتى وصلت الطرق المعبدة والكهرباء والمياه إلى كافة المحافظات والمراكز والقرى والهجر.. واهتم بالسياحة فطوّر مهرجان الحريد وأوجد مهرجان المانجو.. وهندس مهرجان جازان الشتوي “جازان الفل مشتى الكل” فازدهرت المنطقة، وأصبحت وجهة السياح من أجل فرسان وفيفا ولجب، حتى وصل إليها أبناء دول مجلس التعاون لينبهروا بها، وجاءها وفد فرنسي ليندهش من جمال طبيعتها، وتغنوا بطيبة أبنائها وتراثهم الثري بالموروث الشعبي والحضارة العريقة. ومنذ أن جاء محمد بن ناصر إلى المنطقة، أيقن أنه في منطقة تشتهر بالثقافة والعلم؛ فقرب إليه المثقفين والعلماء وأعيان المنطقة من خلال مجلسه الأسبوعي، الذي أصبح صالونا ثقافيا يناقش كل ما يهم أبناء منطقة جازان وينمي جوانبهم الاجتماعية والعلمية والثقافية. وكان لقدوم الأمير في عام 1422ه نقلة نوعية غيّرت ملامح جازان، وزالت عن وجهها المتعب بعض تجاعيد الماضي التي لحقت بها. لذلك حرصت المنطقة اليوم على الاحتفاء بمرور عشر سنوات من التنمية والإبداع، وكيف لا، والرجل لم يترك جبلا ولا سهلا في المنطقة إلا وقد وطأته قدماه، والتقى بمسؤوليها وأبنائها، ومشايخها وأهاليها، فبادلوه حبا بحب، وولاء بولاء. فهو من كان بقيادته وحنكته العسكرية الحصن الأول في التصدي لشرذمة الحوثيين عندما سولت لهم أنفسهم تدنيس أراضي المنطقة في منتصف شهر ذي القعدة من العام 1430ه، فكان أبو تركي في مقدمة الخطوط الأمامية متفقدا للجنود ومحفزا لهم، حتى تم دحر الأعداء. ولا تزال جازان رغم ما اكتسبت، تنتظر العطاء من أمير العطاء، والتنمية من رجل التنمية، فالمدينة الاقتصادية ومصفاة جازان وجامعتها خير شاهد على حاضرها، وخير دليل على مستقبلها.