الوطن على امتداد مساحاته الكبيرة كان يترقب إطلالة خادم الحرمين الشريفين وسعِد ولله الحمد برؤية محياه وابتسامته التي هي سر سعادة الشعب الدائمة كيف لا وأنت زرعت الأمل في نفوسهم وملكت قلوبهم قبل عقولهم بتواضعك وحبك لهم، سهرت ليناموا قريري العين، عملت لكي يتحقق لهم كل سبل العيش، أقمت مدنًا صناعية عملاقة لتعود على الوطن والمواطن بكل خير، في عهدك الميمون زاد عدد الجامعات حتى أصبحت في كل مدينة من مدن المملكة الحبيبة، في عهدك المبارك أمرت بزيادة الرواتب ومخصصات الضمان الاجتماعي وإعانات ذوي الظروف الخاصة وفتحت باب الابتعاث لأبنائك وبناتك ليعودوا لخدمة هذا الوطن وغيرها من المكارم التي لن نستطيع أن نحصيها، عملت ليل نهار من اجل خدمة الوطن والمواطن في كل مرة تؤكد أن هدفك راحة المواطن ورفاهيته، وفي كل جلسة لك توجه بخدمة المواطن على جميع الوجوه، غادرت أرض الوطن في رحلة علاجية فغادرت الأرواح البشرية خلفك لأنك احتويتها بكل معاني الأبوة وأسكنتها في قلبك الكبير الذي أسكنت به الوطن والمواطن، توقفت محركات الطائرة التي أقلتكم يا خادم الحرمين الشريفين ولم تتوقف ألسنة أبنائك وبناتك في هذا الوطن عن الدعاء بأن يتقبل الله دعواتهم لتعود إلى أرض الوطن وأنت ترفل بثوب الصحة والعافية لتواصل المسيرة الخيرة مسيرة البناء والعطاء والتنمية الشاملة . نجران كغيرها اليوم تتزين بوشاح الفرح والسعادة وتتقلد الولاء حول عنقها لكم ولسمو ولي عهدكم الأمين وسمو النائب الثاني،ولسمو أمير المنطقة مشعل بن عبدالله وتبذل روحها ودماءها فداء لهذا الوطن الغالي وقيادته الحكيمة، كل مواطن في نجران اليوم يحمل في صدره صورتكم البهية التي لم تغب عن أعينهم طيلة الفترة الماضية . لقد كنت يا خادم الحرمين الشريفين محل اهتمامهم ولو أتيحت الفرصة لكل منهم لقبّل كل واحد رأسك الشامخ وكفّك الندية بالخير الذي شمل كل الأمة الإسلامية، إنّ فرحتنا بعودتك لن نستطيع وصفها ولن نستطيع أن نترجم ما يتزاحم من مشاعر في قلوبنا, من حب وإخلاص وولاء وتضحية، نجران ومحافظاتها كباقي مناطق مملكتنا الحبيبة تجدد العهد والولاء والبيعة على السمع والطاعة، ترفرف على طرقاتها راية التوحيد خفاقة وعلى كل مداخلها ومخارجها مظاهر الفرح بعودتكم الميمونة إلى ارض الوطن . إن ما حظيت به منطقة نجران من رعاية شاملة وعناية فائقة في عهدكم الميمون كانت علامة بارزة في صفحات التاريخ وعنوانا عريضا في خارطة التنمية المستدامة، لقد توجّتم يا خادم الحرمين الشريفين كل هذا الاهتمام بتعيين نجلكم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أميرا لهذه المنطقة الغالية علينا جميعا والتي رسمتم لها مستقبلا مشرقا علاوة على ما تحقق في عهدكم الميمون والزاهر، عهد شهد فيه المواطن أعلى درجات العناية والاهتمام وشهد الوطن أروع فنون النهضة الحديثة وسطرت على ترابه أبلغ كلمات الوفاء والإخلاص، حتى باتت اليوم مملكتنا الغالية تضاهي أحدث بلدان العالم على جميع المستويات . لقد حظيت منطقة نجران منذ أن تسلّم مهام إمارتها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بقفزات كبيرة في شتى مناحي الحياة فسموه في سعي دؤوب ومتواصل للنهوض بالمنطقة وإنسانها بل أنه يراهن على مستقبل مشرق لها في ظل قيادتكم الرشيدة عطفا على حرصكم لكل مناطق مملكتنا الحبيبة . خادم الحرمين الشريفين لقد سعد الوطن بعودتك وأسعدت الشعب بطلّتك وتشرف الوطن بوطأة قدمك له بعد غيبة قصيرة في عمرها الزمني لكنها على الوطن والمواطن تعدل سنوات عدة كانت مليئة بالشوق والحب والترقب لعودة ميمونة وانتم تلبسون تاج الصحة والعافية . فمرحبا بك أبا متعب قائدًا لهذا الوطن وأبًا اشتقنا لرؤيته وكلماته التي تتسلل إلى القلوب دون تكلف لأنه نطق بها لسانك الصادق ودخلت إلى قلوب صادقه في ولائها ومحبتها لكم يحفظكم الله . ختاما نسأل الله أن يديم عليكم يا خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية . ومادمت أنت بخير فالوطن والشعب في خير .