غادر الاتحاد ومعه الأهلي بطولة كأس ولي العهد، وشتان بين خروج العميد عن القلعة، فالأهلي قدم مستوى كبيراً أمام الهلال ودخل اللاعبون المباراة بتهيئة نفسية جيدة، ولم يهتزوا حتى بالرغم من التأخر بهدفين، والمدرب ميلوفان عرف كيف يتعامل مع أجواء المباراة ويتفاعل مع مجرياتها. أما الاتحاد مجرد اجتهادات لاعبين لا غير، فالفريق دخل مهتزاً نفسياً وسط صراعات إدارية، وبعد الهدف الاتفاقي المبكر زاد الوضع سوءاً، وتوني أوليفيرا بدأ اللقاء بطريقة دفاعية أعطت الاتفاق انطباعاً أن العميد خائف!!، ومنحته ضوءًا أخضر لأخذ زمام المبادرة ومهاجمته، وعندما تأخر الفريق، بهدف لم يحسن التعامل مع اللقاء ولم يحرك ساكناً وبقي متفرجاً، وكان بالإمكان خروج راشد الرهيب السيء وهو الصفقة الضخمة ماليا التي لم يكن لها أي داعٍ، وترتيب الأوراق بإعادة باولو جورج للظهير الأيمن وتحويل خدمات نور للطرف، وإشراك رأس حربة ثانٍ لزيادة فعالية الفريق في الوسط والهجوم، وللأسف لم يفعل وانتظر طويلاً حتى الشوط الثاني ليشرك حديد الذي كان من المفترض أن يبدأ المباراة، وطالما لم يلعب فإن مشاركته والفريق متأخر بأدائه الدفاعي ليس لها أي معنى، ثم ارتكب خطأ آخر وزج بمناف أبو شقير اللاعب غير الجاهز، وكان الأجدر مشاركة سلطان النمري الأكثر نشاطا وحيوية وقتالية، وبالذات مع دخول يحيى الشهري الذي رجح كفة الاتفاق، كما أن خروج صالح الصقري ليس له ما يبرره، فاللاعب قدم مستوى جيداً وانتشى بتسجيله للهدف، والأنسب تبديل مشعل السعيد، فالسعيد وأسامة وتكر ومن قبلهم الرهيب ومن بعدهم آل نتيف قدموا واحدة من أسوأ مبارياتهم فاستقبلت شباك العميد أسهل الأهداف، وعلى ذكر آل نتيف ومستوياته الباهتة.. أعرف جيداً أن مبروك غير مصاب، ولكنها المشاكل المتراكمة دون حلول وغضبه غير المبرر بعد استبعاده عن التشكيل الأساسي أبان عودته من المنتخب الوطني. خلاصة القول إن أوليفيرا أثبت أنه دون طموحات الاتحاديين ولا يدرك قيمة الفريق الفنية، وهذا الحديث ذكرته بالتحديد بعد مباراة الهلال، وبودي أن أتساءل أين اللاعب يحيى دغريري الذي سجل نجاحاً لافتاً في المباراة السابقة وأحرز هدفاً وصنع آخر.. فكافأه بالإبعاد كما كافأ الصقري على أدائه الجيد بالتغيير، وأصر على مجاملة أبناء جلدته، فنونو أسيس ربما ركض في هذه المباراة أكثر من غيرها، ولكنه جهد بلا فائدة ويشاركه في ذلك باولو جورج نفس السلبية في اللمسة الأخيرة، وعلى ذكر باولو وما حدث بينه وبين نور في الدقائق الأخيرة أعتقد أن اللاعب مهما كان محترفاً خارجياً وجاء بالملايين عليه أن يحترم قائد فريقه في ظل هيكلة عناصرية تضمن الانضباط داخل الميدان، وكل ما حدث كان عادياً لولا ردة الفعل وتقبيل الرؤوس، ولكنها الفوضى المعتادة، ومهما اتفقنا على أن أوليفيرا دون الطموحات، فإن تغييره في هذا التوقيت خطأ، وبقاءه أولى إلى حين اختيار بديل مقنع. والسؤال : من يناقش ويحاسب أوليفيرا على أخطائه؟. أما إدارة النادي فعليها أن تتحمل مسؤولياتها وأن لا تقف عاجزة أمام الأخطاء المتكررة والظروف السلبية، والتاريخ سيحملك المسؤولية يا علوان ولن يحمل من جلبك، وبالنسبة للمشرف العام محمد الباز فالجماهير الاتحادية ملت الاعتذارات، وتريد حلولاً فعلية. وزبدة الكلام إدارة العميد والجهاز المشرف.. إما التصحيح أو الرحيل.