أعلنت قوة دفاع البحرين (الجيش) في بيانها رقم واحد أمس أن قوات عسكرية أخذت بالانتشار في محافظة العاصمة بدواعي “اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين وتأمين حرياتهم وممتلكاتهم من أعمال العنف”، فيما احتشد ما يقدر بخمسة آلاف شخص في ميدان اللؤلؤة بالعاصمة البحرينية المنامة أمس احتجاجا على الحكومة، بعد يوم من مقتل أربعة متظاهرين في اشتباكات مع الشرطة. وشدّد الناطق الرسمي بالقيادة العامة لقوة الدفاع في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين (بنا) أمس على “اتخاذ كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار حرصا على مصالح الوطن ومقدراته”. وناشد المصدر كافة المواطنين والمقيمين الابتعاد عن التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة لما يسببه ذلك من “تأثير بالغ على حركة السير وإثارة الخوف والفزع بين مرتادي المنطقة ويؤدي إلى حدوث أزمات مرورية مما يترتب عليه تعريض حياة المواطنين والمقيمين للخطر والإضرار بمصالحهم”. وقدّم كل من نزار البحارنة، وزير دولة للشؤون الخارجية، وعبد الله الدرازي، الذي كان مكلفا بالإشراف على لجنة مصالحة وطنية، استقالتيهما أمس احتجاجا على اسلوب الحكومة في إدارة الأزمة. وقال شهود عيان: إن الشرطة طوقت ميدان اللؤلؤة الذي بقي به المتظاهرون طوال الليل، واستخدمت قنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين دون سابق إنذار في حدود الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي، ولاحقتهم في الممرات المؤدية للميدان. وأفادت وزارة الداخلية في بيان نشر على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت بأن “قوات الأمن أجلت المتظاهرين عن ميدان اللؤلؤة، وأكّد شهود عيان أن الشرطة أغلقت الطريق بين الميدان ومستشفى السلمانية، وأضافوا أن الوضع ما زال “متوتر للغاية”، وذكر شاهد عيان أن ثلاثة متظاهرين قتلوا خلال محاولات الشرطة إخلاء الميدان، فيما لقي متظاهر رابع حتفه وأصيب خامس بجروح خطيرة في اشتباكات لاحقة في المنطقة. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها شبكة الإذاعة والتليفزيون البريطانية "بي.بي.سي" الشرطة وهي تجلي آلاف المتظاهرين، ومن بينهم عدد كبير من النساء والأطفال انضموا للمتظاهرين الأربعاء عقب مراسم جنائزية لضحية سقطت في وقت سابق. وردًا على تقرير سابق بمقتل أحد رجال الشرطة، أفادت مصادر أمنية بأنه أصيب فقط على نحو خطير. وأكّد أغلب المتظاهرين المعارضين المشاركين في المظاهرات في وقت سابق هذا الأسبوع أنهم يطالبون بإصلاحات وليس إسقاط النظام، وكلّف العاهل البحريني،الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة خاصة بالتحقيق في سبب المظاهرات وأعمال العنف التي أدت إلى مقتل شخصين في وقت سابق هذا الأسبوع، يذكر أن معظم المتظاهرين المعارضين من الشيعة، بينما تخضع البلاد لحكم سني.