لم نكن نتمنى في يوم ما أو زمن أن يأتي جيل من المعدّين والمخرجين والمقدمين في عالم التطور الإعلامي الفضائي وقد مات في بعضهم أو الغالبية منهم الضمير الإنساني وقبل ذلك الأخلاقي في تقديم الكلمة والصورة والرسالة الإعلامية الهادفة التي تعالج سلبيات أمم وجيل جديد يُفترض أن يُعتمد عليه في مرحلة البناء الإصلاحي وتقويم الفكر ليكونوا جيلًا بكل المعاني يُعتمد عليه في الحياة والوعي والأخلاق والقيم والرجولة الحقة.. لكن إذا انعدمت المهنية والموهبة في الإعلام الفضائي فهذه مشكلة يجب أن تُعالج بحزم وقوة.. أما إذا انعدمت المهنية والأخلاق والأمانة الإعلامية فهذه كارثة أخرى كبيرة.. ويجب أن تُبعد هذه العناصر وتُعاقب عقابًا رادعًا وشديدًا لأنهم بلا ضمير ولا مهنة ولا أدب ولا خُلق.. لأن من يشاهدهم فئة من الشباب وبعض الفئات العمرية الأخرى التي تنساق وراء هذه النوعية من البرامج الهشة التي لا تمثّل سوى فكر ضحل ومتخلف وجاهل لا يُستفاد منه إلا أن يكون عالة وشخصيات منهارة لا تمثّل أي تقدم حتى لنفسها أو أسرتها أو مجتمعاتها. لقد مرّ الكثير من سلبيات بعض القنوات الفضائية ومخرجيها ومعدّيها ومقدميها وتكلمنا وكتبنا لعلّ أن يتم التغيير إلى الأفضل والأحسن.. ولكن فوجئنا بما عُرض في «هو وهي» وكان هذا البرنامج أو هذا العرض لا يمثّل أي قيمة تُذكر سوى السخافة وانعدام الضمير وعدم تطبيق أمانة واحتراف المهنة الإعلامية المرئية والجهل التام بها وبأصولها.. ولا نعرف كيف يظهر مقدّم أو معد وهو يجهل أصول مهنته وقيمتها واحترامها وأمانتها إلا إذا كان للواسطة دور في ذلك.. وهذه هي الواسطة المدمّرة بحق. كنا نذم أهل التمثيل والطرب والأفلام الهابطة -ولازلنا-، وربما بدأت هذه الظواهر في التلاشي، ولكن عندما يأتي مذيع أو مخرج أو معدّ ويتفق مع مطرب أو ممثل في تقديم عمل لا يليق ولا يحترم الناس وكل ذلك في سبيل شد انتباه المشاهد بطريقة تفقدهم قيمتهم كفنانين أو قائمين على برامج فهذه معضلة. في النهاية ومرةً أخرى نتمنى أن تدقّق هذه القنوات في اختيار عناصرها لبشرية المهنية وتعي مسؤولياتها وأمانتها تجاه جيل ومجتمعات وتساهم بشكل إيجابي فيما تقدم حتى تعم الفائدة المرجوة التي تطور الإنسان وفكره إلى الأفضل وهذه أمانة يُسألون عنها.