يستغرب في نبرة صدق الزميل الجامعي الأستاذ حمد البدري سيطرة واحتكار العمالة الآسيوية الأجنبية على مفاصل معظم تجارة التجزئة هنا في هذا الوطن، فيقول والأسى يغمره: «تصدق أسافر من جدة إلى جازان بالبر ولا أجد سوى عمالة آسيوية ومن دولة بعينها تسيطر على كل البقالات الصغيرة المتناثرة طوال الطريق». * ثم يواصل بقوله: «لمثل هذه السيطرة جوانب وانعكاسات سلبية كبيرة على مجتمعنا السعودي إحداها حرمان الشباب السعودي من فرص عمل هم في أمس الحاجة لها، إضافة إلى خطورة احتكار العمالة لمحلات التموين الغذائي الذي سيتعرض إلى شبه توقف لو أن هذه العمالة خرجت من المملكة لسبب أو آخر وحينها سيعاني كثيرون في بلدنا من توفر المواد الغذائية». * ما ذكره زميل الجامعة الأستاذ البدري حق وخطير فالعمالة الآسيوية سواءً هندية أو بنغالية أو فلبينية أو إندونيسية هي بكل مكوناتها الثقافية تختلف اختلافاً كلياً عن البيئة السعودية أو عن العمالة العربية وبحسب التجارب والوقائع فإن هذه العمالة ونتيجة لهذه الاختلافات شكلت إزعاجاً أمنياً ومجتمعياً ليس بالقليل داخل مجتمعنا المحلي. * كما أن واقعنا الحياتي يوضح ودون أي تحيز أو عنصرية السيطرة الكاملة لهذه العمالة ليس فقط على محلات التموين الغذائي من بقالات متوسطة وصغيرة بل على أسواق غذاء رئيسة مثل أسواق الخضار والفاكهة وأسواق السمك، ومن أجل حماية مصالحها شكلت هذه العمالة مافيا خطيرة جداً ضد السعوديين الراغبين في العمل في أي من هذه الأسواق. * فالقصص التي يرويها كل من بادر وفكر في البيع والشراء في أي من تلك الأسواق تشيب لها الرؤوس، فأساليب العمالة الآسيوية ضد إرهاب السعوديين تتنوع من سعي إلى حصارهم وإخراجهم من السوق مفلسين إلى التهديد الجسدي والعنف البدني، حتى لكأن الأسواق ليست فوق تراب المملكة بل في إحدى مدنهم هم!! * هكذا أوضاع وفي ظل وجود بطالة ليست بالقليلة بين الشباب السعودي من الجنسين مطلوب كواجب مجتمعي ووطني وديني من وزارة التجارة ووزارة العمل والغرف التجارية وأمانات وبلديات المدن العمل الجدي المخلص لحلحلة هكذا احتكار ولتمكين الشباب السعودي وراغبي العمل من العمل الحر الشريف فوق تراب أرضهم فهم الأحق بخيراتها وهم الأجدر بخدمتها، ولا يكفي أبداً الوقوف متفرجين أمام أوضاع قد تتحول مع الزمن إلى أخطار تهدد الأمن المجتمعي داخل هذا الوطن العزيز. * ولا يكفي إطلاقاً التبرير من قبل هذه الجهات بعدم التزام بعض السعوديين الذين يقومون بالتستر على العمالة الأجنبية ويمكنونهم بذلك من احتكار مصدر رزق أبناء الوطن أولى وأحق به، بل على هذه الجهات الضرب بيد من حديد على كل متجاوز فأمن المجتمع واستقراره أولوية لا ينبغي التسامح فيها أبدا..!