رغم وجود تذاكر مدفوعة القيمة تراوحت أسعارها بين 650- 100 ريال، إلاّ أن المسرحية الكويتية “بخيت وبخيتة” للفنان الكويتي طارق العلي حققت إقبالاً كبيرًا من الجمهور الذي امتلأت به قاعة مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض على مدى الأيام الثلاثة الماضية، ولم يتمكن عدد كبير من الجمهور من الدخول لنفاد التذاكر خاصةً فئة المائة ريال فيما أوضح مسؤولو المسرحية انه كان يُطبع يوميًّا نحو 2600 تذكرة منها 1500 تذكرة من فئة المائة ريال، وكانت فئات التذاكر الأخرى 650 ريالاً للمنصة، ثم فئات ال 330 و230 و100 ريال. تدور أحداث المسرحية التي كان يبتدئ عرضها يوميًّا عند الساعة الثامنة والنصف مساء وحتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل عن قضايا الإرث بأسلوب درامي لم يخلُ من القفشات التي اعتاد عليها طارق العلي في مسرحياته معرجًا على العديد من الموضوعات ذات الصلة بالشباب والقضايا المتعلقة بهم كالميول للأندية الرياضية والتشجيع بعصبية والاستخدام السيئ للبلاك بيري وعلاقات الشباب مع الفتيات. وقال العلي ل “المدينة”: (حاولت وزملائي في المسرحية تقديم وجبة دسمة عن ترسيخ الثوابت لدى أبناء الأمة والوطن الواحد والعائلة ومن ذلك صلة الرحم التي أوصى بها الإسلام وأثر قطيعة الرحم على الإنسان وهو ما طغى على المجتمعات في هذه الأيام بسبب التمدّن والانشغال بأمور الدنيا وكل ذلك تم تناوله بأسلوب درامي وفي قالب كوميدي يهدف إلى شحذ الهمم على أهمية لم الأسرة والمحافظة عليها من التفكك خاصةً وأننا نرى أبناء عمومة لا يعرفون بعضهم البعض وقد تجمعهم استراحة أو ديوانية فيفاجأ كل بالآخر بأنه قريبه وهذا بعض ما حاولنا التطرق إليه في المسرحية ومعالجته بطابع كوميدي لا يخلو من المواقف الطريفة التي تحمل رسائل توعوية للمجتمع دون أن تخدش الحياء حتى وان كان الحضور من الرجال). هذا وقد شارك في بطولة المسرحية إلى جانب الفنان طارق العلى كل من الفنانين: جمال الردهان وخالد العجيرب وشهاب حاجية وأحمد فرج والعديد من نجوم الكويت الشباب. من جانب آخر، نوه ل “المدينة” عدد كبير من الجمهور من الذين لم يتمكنوا من الدخول لنفاد التذاكر، بارتفاع قيمة أسعار التذاكر خاصةً من فئة المئة ريال، فقال في البداية محمد حسن سلطان الدوسري من القريات: لم أكن أتوقع هذا الحضور الكبير خاصةً وأنه مبالغ في أسعار الدخول، حيث إن الخمسين ريالاً معقولة جدًّا إذا ما قيست بمدخول معظم الشباب، وقال كل من عبدالله ناصر القحطاني وفيصل العتيبي ومحمد المطيري وعلي الدوسري إنهم جاءوا من المنطقة الشرقية ولم تتحقق أمنيتهم في مشاهدة العلي فقد كانوا مؤملين الدخول بفئة المائة ريال ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما لم يجدوا سوى فئة ال 330 ريالاً أو 650 ليعودوا من حيث أتوا دون أن تحقق رغبتهم في حضور السهرة المسرحية، وقال كل من فهد الخرعان من الأفلاج وسلمان الحمدان من وادي الدواسر وحمد السلامة من حائل: لقد قطعنا مشوارًا طويلاً لنحظى بمشاهدة المسرحية ونجوم الكويت وعلى رأسهم الفنان طارق العلي ولم نتمكن لنفاد التذاكر وقال الحمدان إنه جاء لمحبة طارق العلي ولكنه فوجئ بأسعار التذاكر المرتفعة مشيرًا إلى أنه طالب في المرحلة الثانوية ولا يمكنه توفير مثل هذه المبالغ الكبيرة، وقال كل من سالمين وصلاح العمودي (مقيمين من اليمن الشقيق) بأنهما فوجئا بأسعار التذاكر حيث توقعا أن الدخول بالمجان كما هي العادة في مسرحيات مركز الملك فهد الثقافي مشيرين إلى أن قيمة التذكرة 650 ريالاً يوازي سعر تذكرة طيران من الرياض إلى اليمن، وقال (دينالي) بنغالي يعمل سائق: جئت من القصيم لإيصال أبناء الأسرة التي أعمل لديها وكنت فرحًا عندما علمت إني سوف أوصلهم لمشاهدة مسرحية لفنانين من الكويت ولكني فوجئت بأن الدخول بتذاكر لا يوجد منها إلا فئة 300- 650 ريالاً وهو سعر غالٍ جدًا وهو ما أحزنني بأن بقيت خارج المسرحية لأنتظر أكثر من خمس ساعات حتى خروج أبناء العائلة ثم الذهاب بهم إلى القصيم دون أن أكون قد شاهدت المسرحية، بينما قال كل من حسام ومازن الرويشد: الأسعار معقولة جدًّا إذا ما قورنت بأسعار المسرحيات في دول الخليج التي نذهب ونخسر من أجلها السكن وتذاكر الطيران ونعتقد أنها خطوة جيدة تستحق التشجيع. أما متعهد المسرحية عبدالإله الحركان فقال: قيمة التذاكر ليس مبالغًا فيها، مشيرًا إلى أن أسعار التذاكر في بعض دول الجوار تصل لأكثر من 1000 ريال و1500 ريال للمنصة ونجد الكثير من السعوديين يحضرون دون أي شكوى من ارتفاع في الأسعار، مؤملاً أن تعاد التجربة وسيتم النظر في الأسعار للتوافق مع الجميع.