أتابع اليوم استخراج الأفكار واكتشافها من بين سطوركم ورسائلكم التي تحمل همومكم وأشجانكم..شكواكم وتجاربكم..تطلبون منّي أن أساعدكم في رؤية طريقكم من بين ضباب أحزانكم.. · من السهل جداً أن يسطو أحدهم على أحلامك..ومن المؤسف أن يكون الذين يسرقونها هم الأقرب إليك..نتألّم كثيراً حينما نعيش تجربة كهذه..ونرى أحلامنا تُسلب منّا على مرأى ومسمع منّا..ومن أقرب الناس لنا.. ترى..كم منّا عاش هذا الشعور؟ كم منّا قاسى ظلم ذوي القربى ؟ كم منّا تجرّع كؤوس الألم والحسرة على ما ضاع منه من أحلام عكف زمناً ينسجها فرحاً وشعوراً وأملاً!! لابدّ أنها أعظم خيبة..وأشدّ مصيبة..وأقسى موقفاً !! إنّنا نرى عادة ما يفعله الآخرون بنا..لكنّنا لا نرى ما نفعله بالآخرين!! فربّما كنت أنت من سرق أحلامهم..أو بصدد سرقة أحلامهم..فكّر بالأمر..وقلّب صفحات حياتك.واحص كم حلماً وأدته؟ وكم أملاً أخمدت أنفاسه؟ أحياناً كثيرة..نسرق حلم أبنائنا..باسم الحب والرعاية..والخوف عليهم..و أنّنا نعرف مصلحتهم أكثر منهم !! وأحياناً كثيرة..تدوس أيها المعلّم على حلم بريء..كان ينتظر منك رعاية وعناية..وسقاء.. وأحياناً كثيرة.. تقتل أيّها المدير بكلماتك أحلاماً نابضة حولك وتسحق رفاتها تحت أقدام غطرستك وغرور منصبك وأنانيّتك.. وكثيرا ما يغريك المنصب أيها المسؤول .. فتبني واقعك من جهد الناس وعرقهم .. وألمهم .. واغتيال أحلامهم الصغيرة لكن .. احذر .. دعوة مظلوم تلقى وعد المنتقم : (وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين)! إنّنا جميعاً..نعتدي على أحلام الآخرين..بقصد أو دون قصد! لأنّنا نريد أن نحلم لأنفسنا فقط .. أو نريد أن نحلم للآخرين بطريقتنا وشعارنا..من ليس مع حلمي..إذن هو ضدّي..إلا من رحم ربي!!.. · معظمنا..إن لم يكن جميعنا..تعلّمنا بطريقة أو بأخرى..مباشرة أو غير مباشرة أن القيادة هي إملاء ما يجب على الآخرين القيام به، وأن طلب المشورة أو إتاحة الفرصة للأخذ بآراء الآخرين ضرب من الضعف!! ونوع من التساهل يهزّ صورة القائد أمام الآخرين!! ولهذا نجد فشلاً عظيماً يواجهنا في التربية ، والتعليم ، وبيئات الأعمال!! كما نجد أن أسهل شيء هو اغتيال موهبة..وسحق بذرة إبداع..وأصعب شيء هو النجاح في التطوير واستغلال أقصى الإمكانات البشريّة.. وذلك لأنّنا لا ندع للآخرين فرصة التفكير من تلقاء أنفسهم ولا نتيح فرصة لعمل مشترك يتلذّذ الجميع بجني ثماره ولا نعترف بإنجازات الآخرين ولا نقدّر إسهاماتهم ، ولا نشرع الأبواب من أجل فتح آفاق التطوّر أمام الآخرين. حينما تجد نفسك غير قادر على تحقيق نتائج بارزة على المدى البعيد، وحينما تجد أبناءك أو من هم تحت قيادتك..يتمرّدون..وينفرون منك..فراجع نفسك.. ولا تتوقّع من الآخرين تقدّماً وإنجازاً دون أن تحترم أفكارهم !!