• تعالوا نقف ولو لنصف دقيقة أمام الحياة كلها، ونحاكيها بشفافية، ومن ثم ننتظر الإجابة التي حتمًا ستأتي في هيئة إجابة غير عادية، لسؤال ليس بالسهل، لأنه ببساطة ليس هناك أصعب من أن تسأل ذاتك عن فلان وفلان من الناس، الذي لم يكن يحمل من سمات الإدارة سوى القليل، وربما تلعب الواسطة والعلاقات الشخصية دور في اختيار بعض القيادات الإدارية البعيدة عن الأساليب العلمية، والمفترض أن يكون أهم عناصر هذا الاختيار هي: العلم، والفكر، والذهنية اليقظة، ومن ثم الروح الوطنية النزيهة والمخلصة، ثم تأتي بعد ذلك العناصر الأخرى، وحين تجتمع كل الصفات الملائمة في شخص إنسان يكون القرار منصفًا، لكننا نختار فلانًا ليكون المسؤول الإداري؛ لأنه ابن فلان، الذي كان والده يشغل منصبًا من قبل، أو كان صديقًا لفلان، وحين يغادر فلان يرشح قريبه للمنصب، وكأن المناصب خاصة، بينما هي واجبات وطنية، ومهمات دقيقة يستحيل أن تُدار بطريقة عاطفية، وتظل الحكاية تدور في مكانها، ويدور معها الناس في دوائر حياتية معقدة، والضحية المنجزات، ولأن هذه هي أهم أخطائنا، أعتقد أننا نحتاج أن نتخلص منها أولاً، وإلاّ سنبقى ويبقى حالنا مع المنتج الهش حقيقة مؤسفة، تبقينا في مكاننا أزمنة طويلة، والعالم يتقدم ويسبقنا إلى مراكز أكثر أهمية. • كما علينا أن نهتم بتطوير أنظمة إداراتنا التي لا بد أن تتناسب مع إيقاع الزمن، وتهتم بالإنسان، لأنها ببساطة لا تكترث بالإنسان الذي يفترض أن تمنحه من خلالها مكانة خاصة، ورعاية في حياته كلها، لكي يستطيع أن ينجز ويخلص، أمّا أن نتركه يتقطع في دروب الحياة، ثم نريده أن يكون عاملاً صالحًا، فذلك من دروب المستحيل، فمن أين يأتيه الصلاح وهو يرى أنه لم يُعط حقوقه، لدرجة أنه غادر التعليم بعد الثانوية، أو الإعدادية؛ لعدم قدرته على متاعب الحياة، كما أنه بحث عن وظيفة فلم يجد، وقد حمل ملفاته لكل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وعاد بخفي حنين. • خاتمتي.. متى تنتهي الثرثرة؟ ومتى نتحرك بجدية تجاه ملفات البطالة التي اغتالت الخريجين والخريجات؟! أعتقد أن هذه القضية الهامة لا تحتاج لمؤتمرات، أو منتديات أكثر من حاجتها لقرار جريء..! وهي خاتمتي.. ودمتم. [email protected]