حذّرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الإدارة الأمريكية من الذهاب بعيدًا في تأييد الديمقراطية في الشرق الأوسط بما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأضافت التايمز إن هنالك دليلاً على أن تلك الضغوط آتت أكلها، ففي يوم السبت، وعقب مرور بضعة أيام فقط من إعلان الإدارة الأمريكية بأنها تريد تغييرًا فوريًا، ذكرت تلك الإدارة أنها ستؤيد أي انتقال سلمي منظم يتم من خلال نائب الرئيس عمر سليمان. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن استقالة السيد مبارك فورًا يمكن أن يعقّد -ولا يذلل- المسار المصري نحو الديمقراطية عندما لا يتوافق مع متطلبات الدستور المصري، وفقًا لما ذكرته الصحيفة. وذكرت الواشنطن بوست في افتتاحيتها أمس أن موقف إدارة أوباما من الأزمة المصرية يأتي حصيلة التعلّم من الدرس القاسي من كوريا وفيتنام، إلى العراق وأفغانستان، ومفاده أن هناك درجة أقل من الأمريكيين يبدون تذمرهم من الخطأ الذي يرتكبه الرئيس أوباما بعدم المشاركة في صياغة الأحداث في مصر. وفي طرحها للسؤال: ماذا سيأتي لاحقًا بعد كل ما أتى؟ أجابت الصحيفة بأنه في مارس 2003 عندما كانت القوات الأمريكية تتوجه نحو بغداد، كان الجنرال ديفيد بتريوس يتحدث لمراسل البوست ريك أتكينسون الذي قال له خمس كلمات ظلت أصداؤها تتردد حتى الآن: “قل لي كيف سينتهي هذا الأمر؟”، فرد عليه بتريوس بخمس كلمات لم تُنس حتى الآن: “8 سنوات و8 انقسامات”. واختتمت البوست بالقول إن الأمريكيين مازالوا يجهلون كيف ستنتهي العملية التي بدأتها أمريكا للتدخل في العراق، أو بمعنى آخر كيف نستدل على ظهور نهاية لهذا النوع من التشنج التاريخي الكبير. وفيما يحدث في مصر، ننتظر من المصريين أن يخبرونا كيف سينتهي الأمر عندهم. ومن جهتها أشارت صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية أمس إلى موجة الغضب التي أثارها نائب الرئيس عمر سليمان عندما قال إن مصر غير مستعدة للديموقراطية، بما ألقى بظلال من الشك حول صدقية النظام في وعوده لإحداث التغييرات المطلوبة من خلال فشله في تقديم تفاصيل الجدول الزمني للتغيير. واستطردت الصحيفة بالقول إن الحلفاء الغربيين ليسوا واثقين من التزام سليمان بإحداث تغييرات حقيقية. وأشارت بهذا الصدد إلى قول دبلوماسي غربي «سيكون الوضع كارثيًا لو اتضح أن النظام يحاول المماطلة في هذه العملية بهدف تخفيف حدة الاحتجاجات».