وقفت من فوق كوبري 6 أكتوبر المُطل على ميدان التحرير أتأمل بإعجاب شديد، وبكثير من الانبهار.. شباب مصر.. وهم يُعبِّرون عن أنفسهم بعد أن طال صمتهم كثيراً. رأيت من خلال كل واحد منهم، شباباً وشيباً وأطفالاً.. نساءً ورجالاً.. يُمثِّلون كل أطياف الأمة المصرية.. يقفون هناك.. ويهتفون هتاف رجل واحد من أجل مصر. مشاعر كثيرة انتابتني وأنا أنظر إلى هذه الجموع الهادرة بكلمة حب تجاه مصر. يهتفون باسمها في أسمى معاني الحب، إلى درجة يضحون فيها بدمائهم من أجل هدف واحد.. هو أن يروا بلادهم تأخذ مكانها اللائق بين الأمم، ويجدوا فيها مستقبلهم كمواطنين يحبون أوطانهم. وجدت نفسي.. من خلال هؤلاء الشباب.. ووسط ذلك الهدير الذي يعكس عمق الانتماء.. أكثر حباً لوطني. بل وجدت في عبارة قالها زكي مبارك: (لا أحب أن يسبقني أحد في حب الوطن)، (لا أحد يحب وطنه كما أحبه أنا). وكأنه يُعبِّر عمَّا أشعر به في داخلي من مشاعر في تلك اللحظة. لكنني لم أفهم.. لم أستطع أن أستوعب كثيراً.. كيف يتحول «حب الوطن أو الدفاع عنه» إلى جريمة.. تُهدر فيها دماء المحبين؟! وأنا بعيد أرى بلادي في المنام أسمع أخبارها.. من بعيد أشتاق إليها.. من جديد وعندما أعود إليها أحلم بأن تكون أحلى