إذا جاء المطرْ تستبشر الأرض ويهتز الحجرْ وتكتئبينْ إذا جاء المطرْ تتوشح الدنيا ثياب العيد من استبرقٍ أخضرْ وتسودِّينْ لماذا تلبسين الحلة السوداءْ وتحزنينْ لماذا تغرقينْ وأنت بنت هذا الماءْ ألا تستطيعين السباحة في المياهْ ألا تجدين بحارًا يمد إليك طوق نجاهْ ألست أنت حواء البحَرْ كيف يا حواء من بعد تاريخٍ من العشرهْ مع البحر في درب الحياهْ إذا تحنو السماء اليومْ تعانين لا تقدرين العومْ وتغرقينْ وتغرق روعة التاريخ في الماءْ وتغرقينْ وتغرق جذوة الشعلة الأولى ويغرق الضياءْ وتغرقينْ ويغرق الحسن يا حواءْ نعم يا عروسْ تمزق ثوبك الأبيضْ وعاثت فوقه الألوانْ نعم ما عدت أمشي في الشوارعْ فأعرف وجهك الفتانْ ملامحك التي أحببتها ما عدت أعرفها كساها الطين والطوفان أغرقها وضاعت أمانيٌّ وأحلامٌ كثيرهْ وغير فوقك الطوفان أشياءً كثيرهْ فلا أنت بحرٌ ولا أنت الجزيرهْ تخلى البحر أم هل تخليتِ أم العقوق في الأبناء عانيتِ أم الفراق أبعدكم وضعتم في زحامٍ من الغرباءْ نعم جرّح الأبناء قلبكْ نعم لطّخ الغرباء ثوبكْ ولكن لايزال الحسن عنوانك الأولْ فلا تحزني ولا تستلمي للغرقْ فما زالت عيوني تراك عروسها الأجملْ لئن يذبل الحاضر اليومْ فإنما الإشراق لا يذبلْ فهاتي يديك نراقص المطرْ وقومي يا حبيبتي فهذا الحسن سوف يقتل الخطرْ