ستجرى قريبًا في مكةالمكرمة انتخابات مجالس إدارات مؤسسات الطوافة. والمراقب لما يحدث في أوساط المطوفين يستطيع أن يخلص إلى نتيجة مفادها أن الثقافة الانتخابية بين المطوفين تحتاج إلى مزيد من التوعية، حتى يمكن للانتخابات أن تؤتي ثمارها. أمّا النتيجة الثانية فهي أن المطوفين يمكن تصنيفهم إلى إحدى عشرة فئة متفاوتة، بل ومتعارضة من حيث الأهداف والأساليب والخبرة والعلم، وفيما يلي تفصيل لهذه الفئات: 1. فئة أعضاء مجالس الإدارات الحالية: هؤلاء يمكن تصنيفهم إلى نوعين: الأول استطاع أن يقفز بمؤسسته وخدماتها إلى أعلى المستويات إداريًّا ومهنيًّا؛ لذا قد يحق له الترشح لدورة قادمة. أمّا النوع الثاني فهو الذي لم يقدم للمؤسسة ومنسوبيها أي تقدم يذكر، بل لم يحقق حتى الأهداف التي وعد بها في حملته الانتخابية الأولى قبل أربع سنوات خلت، ومع ذلك نجده -وبكل جرأة- يجري اتصالاته لتكوين قائمة انتخابية جديدة متأملاً إعادة انتخابه مرة أخرى لأربع سنوات مقبلة. وفي اعتقادي أن هذا النوع الثاني يجب محاسبته على إخلاله وتقصيره في تنفيذ تلك الوعود التي قدمها للمطوفين والمطوفات قبل أن تقبل طلباتهم الحالية الجديدة لإعادة انتخابهم مرة أخرى. 2. فئة المطوفين أصحاب المصالح الخاصة: هؤلاء هدفهم الأوحد هو كيف يستطيعون استغلال الانتخابات في تحقيق مصالحهم الخاصة، وتعظيم العائد المالي لذاتهم فقط. لذا نجدهم يعرضون أصواتهم لمن يدفع أكثر، ولمن يضمن لهم مهام أو منافع محددة له خلال الأعوام الأربعة المقبلة. هذه الفئة الانتهازية للأسف الشديد مؤثرة في التصويت، وقد تمنع وصول الكفاءات الحقيقية إلى المكان المناسب. 3. فئة الدافعين والواعدين: هذه الفئة تعلم جيدًا أنها غير مؤهلة لا علميًّا ولا ميدانيًّا، ولا حتى أخلاقيًّا، ومع ذلك فهي تحاول تشكيل قوائم انتخابية لتصل إلى مجلس الإدارة لتحقق مصالح شخصية، وحتى تضمن الانتصار في الانتخابات تقوم بدفع مبالغ مالية لبعض المطوفين، أو تقدم الوعود لمن يصوت لها. هذه الفئة باعت المؤسسة في سبيل الوصول إلى مجلس الإدارة؛ لذا فمن المتوقع أن تبيع من يبيعها صوته بعد الفوز مباشرة. 4. فئة حملة الشهادات والمناصب العليا: هذه الفئة تنقسم إلى نوعين: الأول المبتعدون عن الانتخابات لإيمانهم أن هذه اللعبة لا تليق بهم لأنها قد تتطلب سلوكيات لا يستطيعون ممارستها لتعارضها مع مبادئهم. أما النوع الثاني فهم المجاهدون حقًّا؛ لأن عليهم التوفيق بين مبادئهم وعلمهم من جهة وبين لعبة الانتخابات ومستلزماتها من جهة أخرى. 5. فئة أصحاب الخبرة: للأسف هذه الفئة بعد أن كبرت في السن همش بعضها بدلاً من تكريمهم؛ لذا فقد ابتعد بعضهم عن لعبة الانتخابات والمؤسسات. أمّا البقية المتبقية منهم فأخذوا موقف الحياد حتى يتمكنوا من ممارسة مهنة الطوافة في أمان وبدون اضطهاد. 6. فئة الطامحين: وهم الشباب من المطوفين الذين جمعوا بين الخبرة الميدانية والعلم الحديث، إلاّ أن هذه الفئة للأسف الشديد لا تستطيع مقارعة أصحاب المصالح والدافعين والواعدين؛ لأنهم بكل بساطة لا يملكون المال، بل العلم ولا يملكون النفوذ بل الخبرة الميدانية والتقنية الإلكترونية. هذه الفئة في اعتقادي أنها ستكون مستقبل المهنة، ويجب أن تمنح الفرصة لتطبق ما تريد تطويره وفق أحدث التقنيات والأساليب والإجراءات العلمية المعاصرة. ختامًا.. أتمنى أن تُستغل الفرصة التي قدمتها وزارة الحج ممثلة في معالي الوزير الدكتور فؤاد فارسي أحسن استغلال، وأن تُصان الأمانة بأن تُعطى الأصوات لمستحقيها، حتى تتطور مهنة الطوافة، ويُحافظ عليها من عبث العابثين.