يواصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي لقاءاته واتصالاته لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لكنه يواجه صعوبات عديدة من بينها مطالبة العماد ميشال عون باسناد وزارتي المال والداخلية - واللتين تعتبران من الوزارات السيادية الاربع وهي المالية والداخلية والدفاع والخارجية -لمقربين منه، كما ان عون يعارض مشاركة 14 اذار في الحكومة في حين ان قوى 14 اذار أبدت موافقتها للمشاركة في الحكومة اذا التزم رئيسها بالمبادىء التي اعلنتها سابقا و في مقدمها المحكمة الدولية. وتشير مصادر سياسية مطلعة ان التطورات في المنطقة ولاسيما في مصر أرخت بظلالها على حركة التشكيل بحيث ان التوقعات بولادة قريبة لحكومة ميقاتي هي غير واقعية، وفي إطار المواقف السياسية من تشكيل الحكومة أكد البطريرك الماروني بطرس صفير أهمية التناغم القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي للحفاظ على الروح الميثاقية في تشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن منطق التغليب الذي يرفضه الرئيس سليمان حرصا على نظرته الوفاقية التي انتخب على اساسها والتي اثبتت انها جنبت لبنان الانزلاق في متاهات التداعيات الخطيرة التي تشهدها مصر وبعض الانظمة الراسخة في معادلات ورهانات سابقة خائبة. وأشار صفير، كما نقل عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن امس، الى التوجه الجدي الذي يتحلى به الرئيس المكلف لتأتي حكومته متوازنة ولا تشكل استفزازا لأحد بل حكومة مستعدة للعمل والمباشرة في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية". من جهته أعلن وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب في تصريح امس أن "قوى 14 آذار أعادت النظر بموقفها المبدئي من عدم المشاركة في الحكومة، نظراً الى الظروف الداخلية والاقليمية والتطورات المرتقبة في المرحلة المقبلة"، وأعاد التأكيد أن "قوى 14 آذار تقبل بالمشاركة في الحكم اذا لم تمسّ المبادئ الأساسية التي تتمسك بها"، لافتا الى أن "قوى 8 آذار لن تسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية بل تريد الاستئثار بالسلطة وبالتالي لن يستطيع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بهذه النفسية"..لافتاً الى ان "الحرب التي تخاض اليوم ضد 14 آذار ستتحول في المستقبل ضد رئيس الجمهورية من قبل قوى 8 آذار فهي من يشكّل الحكومة ويوزع الحقائب وليس الرئيس نجيب ميقاتي". أما عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي فوصف في تصريح امس ما حصل في الآونة الأخيرة بمثابة "الاغتيال السياسي بامتياز" لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ".