لقد عشت حدث غرق جدة وحاصرتني السيول في طريق الحمراء في الجهة الغربية من جدة ومعي المئات من الناس، ولم نكن نحلم بأكثر من إزالة ما يعوق وصول السيل إلى مياة البحر. إن مشكلة جدة لا تنحصر في الصرف الصحي فشبكة الصرف الصحي لو كانت مكتملة فأنها لا تستطيع التعامل مع أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه، وشبكة تصريف الأمطار لا يمكنها أن تغير مجرى السيل. السيل في جدة يأتي من المنطقة المرتفعة في شرق جدة ليصب في البحر غرب جدة، ولا بد من وجود قنوات تحتويه لكي لا يتسبب في فيضانات داخل المدينة. عندما نفكر في قنوات تحت سطح الأرض فإن المأساة سوف تتكرر عدة مرات حتى تنتهي أعمال تلك القنوات، بافتراض أن العمل مستمر ولم يجد أي عائق طوال أيام السنة. خلاف طوال المدة المطلوبة للانتهاء من المشاريع هناك تكاليف كبيرة تتطلبها تلك المشاريع، فأن توفرت الأموال خلال السنوات الأولى قد لا تتوفر الأموال اللازمة لإنهاء المشروع في المستقبل. إذاً لا بد أن نفكر بحل من خلاله تكون السنة القادمة سنة آمنة لا تتعرض فيها الأرواح ولا الممتلكات للخسائر، وأسرع حل وبأقل تكلفة هو تخفيض مستويات الشوارع الرئيسة التي تقطع جدة من الشرق إلى الغرب بمقدار مترين في الجهة الشرقية إلى مستوى صفر في الجهة الغربية من المدينة لتصب في البحر. لتستغل كشوارع ذات مستوى منخفض وقنوات تصريف عندما تأتي السيول. عندما ينخفض مستوى شارع الأمير سلطان بن سلمان وشارع حراء وشارع الأمير عبدالله وشارع صاري وشارع التحلية وشارع الحمراء وشارع فلسطين وشارع الملك عبدالله وشارع عبدالله السليمان وقناة مياه الطريق الدائري الرابط بين طريق الحرمين وطريق الفلاح لتصب جميع تلك الشوارع في البحر نضمن بمشيئة الله أن جدة لن تغرق مرة أخرى، وتنفيذ تخفيض تلك الشوارع أن تجاوزنا البيروقراطية للمشاريع تنتهي في أقل من سنة. السيل لا يتجاوز ارتفاعه المتر لكن أن وجد عوائق أمامه في الوصول للبحر يرتفع عدة أمتار، فلا بد أن نعمل على إزالة كل ما يعيق وصول السيل للبحر في وسط المدينة، وعندما تنخفض مستويات الشوارع ليجد السيل طريقه للبحر لن تغرق جدة وتتعطل مثل ماحدث الآن والسنة الماضية ، ونضمن أن شاء الله أنه لن تكون هناك خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. هذا مقترح لحل عاجل وليس حلا نهائيا حتى لا تتكرر المأساة في السنة القادمة، وأرجو من الله أن ينفع به ويحفظنا من كل مكروه أنه سميع مجيب والله ولي التوفيق. [email protected]