ظاهرة عجيبة يكاد لا يخلو منها بيت، صغيرًا كان أو كبيرًا، غنيًّا كان أو فقيرًَا، لاقط يقتحم بيوتنا يخاطب رجالنا، نساءنا، أطفالنا، أحفادنا، أجيالنا يكاد لا ينجو منه أحد من إلاّ مَن رحم ربي، يقوم هذا اللاقط العجيب بغسل أدمغتنا، وأدمغة أطفالنا فلا نستطيع أن نربيهم التربية الصحيحة التي نريدها، والتي أمرنا الله بها فهو الذي يتولّى تربيتهم وتثقيفهم عنا، وبشتى الوسائل فيعلمون أجيالنا ثقافة أعدائنا، وعاداتهم، وتقاليدهم، فكل شيء عندهم مباح، لا خطوط حمراء، ولا خضراء، هذا اللاقط العجيب يعلّمنا كيف نضحك على أنفسنا، كيف نضحك على معلّمينا، كيف نضحك على مجتمعنا، كيف نعيش بأفكار ومفاهيم أعدائنا، يقتحم بيوتنا من غير استئذان ولا دستور، بفضله تضيع الأوقات، وتُهدر الطاقات فتصبح الأجيال ذات اهتمامات هزيلة جدًّا بعيدة كل البعد عن عاداتها الأصيلة، وأهدافها السامية، ومجتمعاتها الراقية التي تربت على الأخلاق والفضيلة، وغرس المعروف في النفوس، أظن أنكم عرفتم ما هو هذا اللاقط العجيب، إنه ما يسمّى الدش هذا الدش الذي يعلو منازلنا، ويتربع ريسيفره داخل بيوتنا، وفي أهم الأماكن فيها يرسل أعداء القيم، وأعداء الفضيلة كل ما بدا لهم من فسق وفجور، ويتفننون بنشر الرذيلة بيننا فتارة قناة خاصة بالأفلام الأمريكية تعلمنا الرومانسية، والحب غير الشرعي، وتارة قناة للمسلسلات الساقطة، وتارة بقناة للأطفال تعلم أطفالنا ومراهقينا الحياة الغربية البعيدة كل البُعد عن عاداتنا، وتقاليدنا، وثوابتنا المشكلة الأدهى، والأمر أن الذين يلوثون فضاءنا، ويشوشون أفكار أبنائنا بهذه الترهات، هم من أبناء جلدتنا، ويدينون بديننا، ويتسمون بأسمائنا، ولكنهم يحققون أهداف أعدائنا من غير المسلمين، ولو أن أعداءنا حاولوا وبكل الوسائل المتاحة لديهم لما استطاعوا منافسة هؤلاء في التأثير على المجتمع، والتغلغل داخله، والتأثير على أفكاره وثوابته، ونرى أيضًا أن مَن يدعم هذه القنوات الهابطة هم من تجارنا المسلمين، يدعمونها بإعلاناتهم التي تضمن استمرار هذا الغزو الفاضح لمجتمعنا. لذا أوجه دعوتي إلى هؤلاء المسلمين أن يتقوا الله أولاً في أنفسهم، ثم في أمتنا وأجيالنا وأحفادنا، وأدعو الله لهم بالهداية والصلاح، وأن يجيب إليهم الإصلاح، ويكره إليهم الفسوق والعصيان. ثم أوجه دعوتي إلى عامة المسلمين رجالاً ونساءً أن يتجنّبوا هذه القنوات الساقطة، ويحموا مراهقينا وأطفالنا منها، وأن يكتفوا بقواتنا المحلية، ففيها ما يناسب الجميع من ثقافة، وأخبار، ورياضة، وبرامج للأطفال والأجيال، وكذلك القنوات الإسلامية الهادفة، وما أكثرها في هذه الأيام، ولا أريد سردها هنا.. أسأل الله العلي القدير أن يهدي الجميع إلى ما يحبه ويرضاه، اللهم اذهب عنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، (ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)، ومن هم السفهاء إن لم يكونوا هؤلاء؟!. [email protected]