ركز ائمة وخطباء مساجد وجوامع مدينة جدة في خطب الجمعة أمس ، على مناقشة قضية كوارث سيول جدة المتكررة ، وطالبوا من خلالها محاسبة المقصرين من المسؤولين الذين فرطوا في الامانة، ولم تتخذ الاجراءات المناسبة طوال السنوات الماضية، لحماية جدة من السيول..كما تطرقوا إلى أهمية الرقابة على المقاولين والشركات المنفذة للمشاريع، داعين اصحابها الى اتقان العمل، ومراقبة الله والبعد عن الغش والتدليس، واداء مهامهم بالاخلاص والتفاني المطلوبين.. كما دعوا أبناء جدة الى الانخراط في برامج التطور لمساعدة المتضررين، وتقديم العون لهم ، مؤكدين ان الوقوف معهم يعتبر من أعمال الخير والتكافل التي دعا اليه الدين الاسلامي. من جهته أكد المفتي العام على ضرورة محاسبة المقصرين وقال”من جنى الاموال بالتساهل في تنفيذ الخدمات فإنه ارتكب امراً محرماً، وان ما حدث في سيول جدة أمر عظيم، والمشروعات لا ينبغي ان تُعهد الاّ للشركات ذات العلم والخبرة، وان الشركات التي عُهد لها بمشروعات ولم تلتزم بمواصفاتها وكان همّها جني الاموال والربح والتساهل في تنفيذ المشروعات لا بد وأن تسلّمها طبقا لمواصفات الاتفاقية ، مشيراً الى اهمية محاسبتهم، مؤكداً اهمية الأخذ بالأسباب التي تقي الناس من هذه الاخطار، ممتدحاً دور القوات المسلحة والدفاع المدني والاسعاف والانقاذ على ما قاموا به من جهود عظيمة في انقاذ الناس، وكذلك أوامر خادم الحرمين الشريفين للجهات المعنية على تضميد الجراح، ومواساة المتضررين، ومعالجة الامور. من جهة أخرى أكد بعض الخبراء بأن اسباب هذه الكوارث خاصة فيما يتعلق بعدم تصريف المياه.. بأن هناك وسائل وبنيات تحتية مؤسسة تأسيسا جيدا ولكنها مهملة، حيث تظل مغلقة طوال سنوات من جراء عدم التزام مستخدمي هذه الوسائل بالمحافظة عليها فاعلة.. حيث يتم رمي القاذورات والمخلفات من خلال نوافذ السيارات ومن اعالي سطوح البيوت على الشوارع.. وبالتالي لا تراعي شركات النظافة على تفتيح ما اغلقت من نوافذ التصريف ، الامر الذي يساعد على عدم تصريف مياه الامطار، أو السيول المنقولة، ودعوا الى ضرورة توعية الجمهور والتشدد على عمال النظافة بواسطة الشركات التي جلبت هذه العمالة التي تظل هائمة في مواقع معينة، واحياء محددة ، بأهمية تفتيح نوافذ التصريف المغلقة في كل موقع على مستوى المحافظة، خاصة في مواسم الامطار.. حتى اذا دعت الاحوال يكون ايضا للمتطوعين دوراً في هذا الشأن.