دفع غياب المرور بعدد من المواطنين والمقيمين لتسيير حركة المرور بأنفسهم في أغلب الشوارع أثناء وبعد الأمطار حتى أصبحوا رجال مرور شعبين إن صح التعبير ففي جولة ل (المدينة) بعدد من الأحياء في وسط جدة لوحظ قيام أفراد متطوعين بتوجيه حركة قائدي السيارات ومساندتهم في تخطي الأزمة المرورية الخانقة التي لحقت بجدة جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة (سعود أحمد 25 عاما) يقوم ببسط يده اليمنى متمثلا بدور الإشارة المرورية فيعطي أصحاب هذا الاتجاه أحقية المرور مانعا في الوقت ذاته الاتجاهات الأخرى من السير مشهرا كف يده اليسرى ممتثلا إشارة (قف). أدوار مختلفة ويشكل أولئك المتطوعين دورا مهما في تسيير الحركة المرورية في تلك الأحياء حيث يتناوبون في الأدوار فهذا يمثل دور الإشارة المرورية وذاك يقوم بدور اللوحات المرورية التي اندثرت معالمها جراء حركة الرياح الشديدة التي شهدتها المدينة الساحلية كما يقومون بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات وورديات فأصحاب المجموعة (أ) يبدؤون في التاسعة صباحا إلى الثانية عشرة ظهرا فيما تشرع المجموعة (ب) باستلام الموقع ظهرا وحتى الخامسة مساء أما المجموعة (ج) فتمسك زمام الموقع من الخامسة وحتى منتصف الليل. ويبدوا أن جهود أولئك المتطوعين والأدوار الكبيرة التي يقومون بها لم تشفع لهم بالتزام بعض قائدي السيارات لتوجيهاتهم. فبالرغم من نجاحهم في إدارة دفة المرور إلا أن (عبدالله القرني 26 عاما) وهو أحد أولئك المتطوعين بدأ عليه الغضب وهو يلوح بيديه لتوجيه قائد سيارة رفض قائدها أن ينصاع للمتطوع معاكسا السير في الخط الموازي له. وقد تحول مشهد السيارات بشارع الأربعين إلى حلبة من العراك بين قائدي المركبات من جهة وبين الأفراد المتطوعين لتنظيم حركة المرور من جهة أخرى. في تلك الأثناء طالب عدد من المواطنين إدارة المرور والأمانة بجدة بالتحرك سريعا لإزالة السيارات التي تعطلت على أصحابها في وسط الشوارع الرئيسة وسحبها ب(الونشات) وجمعها في أحواش المرور في المطار القديم. فقد لوحظ توقف بعض السيارات في منتصف الطرق الرئيسة (شارع الستين، شارع الأربعين، دوار الملك عبدالعزيز) مما سبب عرقلة الحركة المرورية بشكل شبه تام.