· ( سجن أمريكية بتهمة صفع حصان ) .. أجبرني هذا العنوان الصادم على خلع نظارتي ومسحها أكثر من مرة للتثبت من نوع المصفوع ، قبل أن أعود للقول على طريقة سرحان عبد البصير (عادل إمام) عندما تأكد من وجود الأسد بجواره ( نعم ؛ هو حصان ) .. أما متن الخبر فيقول : قضت أمريكية من فلوريدا قرابة ( 12) ساعة خلف القضبان، بتهمة صفع (حصان ) يعمل ضمن سلك الشرطة ، وهي جنحة من الدرجة الأولى توجه في (فلوريدا ) لأي شخص يقوم بضرب أو توجيه أذى لكلب - أعزكم الله - أو حصان تابع للشرطة ، و تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عام ؛ بالإضافة إلى دفع غرامة قدرها ألف دولار!. · قد يكون الخبر في نظر كثيرين غير لافت للنظر ، لكنه بالنسبة للإنسان المحبط ومن في حكمه خبر طريف وجالب للدهشة والغيرة في آن معاً ..الدهشة مما وصل إليه العالم الأول من تقدم في مجال حقوق الحيوان في الوقت الذي لا يزال فيه الإنسان في العالم الثالث يُصفع في اليوم أكثر من ألف مرة بفعل فواجع الجوع و المرض و البطالة و القمع وغياب الديموقراطية وتردي حقوقه الإنسانية .. أما الغيرة فمما ينعم به الحيوان في النصف الغربي لكوكب الأرض من حياة مرفهة لا تتوفر لمعظم بني البشر في النصف الشرقي منها .. و الأمر لا يتعلق بالخيول فقط ، فالكلاب والقطط هناك تنعم بتأمين صحي ؛و تقص شعرها لدى حلاقين متخصصين ، تمارس الرياضة ؛ و يُخصص لها في جميع الأسواق الكبيرة رفوف واسعة تحتوي على مأكولات أكثر تنوعاً وأغلى ثمناً من مأكولات البشر في ديكتاتوريات أفريقيا وآسيا .. والويل كل الويل لمن يجرح كرامتها فضلاً عن أن يسلب حقوقها أو يؤذيها . · اتفق مع كل من يقول أن في تصرفاتهم تجاه الحيوان شيئاً من المبالغة ، و لكن ألا تتفقون معي بالمقابل انه عندما يرتوي البشر بحقوقهم كاملة ؛ فلا بد أن يفيض الكأس ولو بقطرات ليشمل الحيوان ، بينما ينظر العطشى لحاجاتهم الغريزية و الإنسانية إلى هذه التصرفات على أنها نوع من العبث والترف الذي لا طائل منه . · في ولاية زيوريخ السويسرية عينت الحكومة منذ سنوات المحامي ( انطوان جويتشل) للدفاع عن الحيوانات أمام المحاكم، و قد ترافع مؤخراً - بحسب وكالة BBC) ) - عن (سمكة ) اصطادها احد الصيادين في بحيرة زيوريخ .. والتهمة هي أن عملية سحب السمكة من الماء وموتها استمرت أكثر من عشر دقائق من العذاب، و لسوء حظ الصياد فقد رصدته كاميرا (ساهر) الخاصة بمنظمات حقوق الحيوان.. ولكم أن تقارنوا بين هذا الخبر وبين أخبار موت العشرات من البشر يومياً في العراق وفلسطين وأفغانستان و بطريقة أكثر عذابا واشد إيلاماً دون أن يشعر بهم احد . · على ذمة الصحافي العراقي منتظر الزيدي - الذي اشتهر بعد أن قذف بوش بحذائه- فإن ثمن المواطن العراقي الذي يتم قتله من قبل قناصٍ أمريكي هو ( 2500) دولار .. في حين تم قبل فتره دفع ( 130) ألف دولار في أمريكا كتعويض لصاحب كلب (فطس) في حادثة سيارة بالخطأ !. · هل عرفتم الآن لماذا يحرق بعض شباب العرب أنفسهم في الميادين العامة بينما لا تفكر كلاب الغرب المرفهة في الانتحار ، وهل عرفتم لماذا يحسدها المهمّشون في العالم ؛ رغم أنها مجرد كلاب ضالة وعيالها هم ( عيال كلب) !. [email protected]