· كتب لي احد القراء تعليقا جميلا على مقالي جازان التنمية جازان الطموح ( أراك أكثرت الحديث عن جازان ولم تتحدث يوما عن مكة قبلة المسلمين ألا تتفق معي ان مكة بحاجة إلى تسليط الضوء على بعض ما ينقصها ) والحقيقة أن كتاباتي عن جازان هي ليست كثيرة هكذا يبدو لي واعتذر إن كانت كذلك رغم إن لجازان في قلبي مكانة خاصة والحب قضيتنا نحن أبناءها لكني وبناء على رغبة هذا القارئ فإني أعده بالكتابة عن مكة واجزم أن مكة تحظى برعاية واهتمام الدولة. · والشاعر الثبيتي محمد هو ابن مكة الذي غيبه الموت ، هذا الشاعر الضخم الذي قدم للوطن منه شعرا مختلفا في تجربة شعرية متميزة ومات المسكين وهو لا يملك شيئا وكعادة الشعراء وعلاقتهم بالفقر علاقة أبدية الألم وهي الحقيقة القاتلة التي اعرفها أنا ويعرفها غيري قبل وبعد موت الثبيتي وكيف يموت سيد البيد ومن يقول بان الأقمار تموت هو مخبول لكن الحقيقة الأخرى أنها تموت جوعا وتعبا وسهرا وكمدا في الحياة وحين يصمت النبض تأتي مفردات الثناء كان فلان وكان وكان وهي مفردات يقولها من يعرف الثبيتي ومن لا يعرفه.. هذه المفردات التي لو سمعها محمد الثبيتي في حياته لفرح بها كثيرا وقدم لنا من شعره الأعذب والأنفس لكنها عادتنا الرديئة التي ستبقى فينا وتطاردنا للأبد فقط لأننا ننسى المبدعين ونركض خلف الكرة وحين يفاجئنا الموت نفتح ملفات العظماء وللأسف بعد مغادرتهم إلى عالم اللحود ..فليقبل الثبيتي مني تحياتي ومفرداتي هذه التي هي ربما لا تصل إليه اليوم وأمنيتي في أن يجد أبناء الثبيتي من يعينهم على الحياة الكريمة وليرحم الله والدهم فقيد الشعر فقيد الفكر فقيد القافية فقيد الوطن. · خاتمة الهمزة.. لو كان الثبيتي لاعب كرة قدم لترك على الأقل خمسين مليونا في رصيده لكنه شاعر مبدع والفرق شاسع بين الرأس والقدم وقيمة الرأس هنا صفر ، صفرين، ثلاثة ،خمسة وقيمة القدم ملايين الريالات !!! أليست هذه المعادلة تشبه المعادلات المستحيلة الحلول فليرحم الله الثبيتي ابن مكة وشاعرها الذي صنع للأجيال من خلاله شعرا يستحيل أن يموت هي خاتمتي ودمتم. [email protected]