شوارع متكسرة، حفر وهبوطات، مستنقعات مائية راكدة، تلبك في الحركة المرورية، حشرات طائرة وزاحفة.. هذا هو واقع الحال في حي بني مالك الشعبي بمحافظة جدة عقب الأمطار الأخيرة، لتتواصل معاناة الأهالي ومخاوفهم من تفشي الأوبئة في ظل تكاثر البعوض بسبب بطء الأمانة في التعامل مع تجمعات مياه الأمطار. نظرة عابرة تكفي متعب محمد أحد سكان الحي يقول: بعد الامطار الاخيرة تأثر حي بني مالك كباقي أحياء جنوبجدة، حيث تجمعت المياه في الشوارع والميادين العامة وأمام منازلنا، مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وانتشار البعوض وتكاثر الفئران دون أن تحرك الأمانة ساكنا رغم أن عددا من سكان الحي قاموا بإبلاغها بواقع الحال عن طريق هاتف العمليات، وبالفعل وصل مندوبوها ولكنهم اكتفوا بإلقاء نظرة خاطفة ثم انصرفوا دون عودة. حدث ولا حرج بدوره قال إبراهيم علوان: البنية التحتية في الحي سيئة جدًا، مما أدى إلى تكون الحفر والمستنقعات، التي أثرت على الحركة المرورية في مداخل ومخارج الحي، أما الشوارع الداخلية فحدث عنها ولا حرج، مشيرًا إلى أن الورش في الحي أكثر المستفيدين من هذه الامطار، حيث أصبح التنافس بينها على أشده للفوز بأكبر نصيب من السيارات التي تأثرت أذرعتها ومقصاتها وأقمشتها بالمياه الراكدة والحفر المخفية داخلها. ما يحدث لا يرضي أحدًا وقال سعيد الحربي: ما يحدث في حي بني مالك لا يرضي أحدا سواء كان مواطنا او مسؤولا، وأملنا أن تضع أمانة جدة هذا الحي في حسبانها بعد تركته دون خدمة منذ هطول الامطار وحتى الآن، وكل ما نطلبه أن يتم شفط المياه من الشوارع وإعادة الأمور الى وضعها الطبيعي، وتكثيف الرش بالمبيدات الحشرية اسوة بباقي أحياء مدينة جدة. و“الأمانة” تكرر ذات الأسطوانة وفي مواجهة شكاوى المواطنين من هذا الوضع كرر المركز الإعلامي في أمانة جدة ذات الأسطوانة، التي ما فتئ يرددها منذ دخول موسم الأمطار، حيث قال: وفرت الأمانة 4 سيارات ضغط عالي، 7 أجهزة ضباب محمول على سيارة، 230 جهازا ضبابيا، 250 أسطوانة رش من قبل إدارة الأزمات، وبلغ عدد السيارات التابعة للإدارة 129سيارة، بالإضافة إلى تواجد 506 فنيين ميدانيين، و60 فنيا للبلاغات يعملون بالتعاون مع وزارتي الصحة والزراعة في أعمال الرش والمكافحة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تباشر فيه فرق المكافحة الحشرية التابعة للأمانة أعمالها في رش مواقع تجمعات مياه الأمطار، التي هطلت على المدينة، حيث قامت بتوزيع ما يزيد على 80 سيارة رش في مختلف أنحاء المدينة، و4 سيارات رش لكل بلدية فرعية (12 بلدية) كفرق طوارئ تعمل في أي وقت حسب بلاغات الطوارئ. وأشارت إلى أنه تم القيام بأعمال الرش خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وجرى توزيع 42 سيارة رش شمال جدة، 28 سيارة شرقا، 12 سيارة في الجنوب، و14 سيارة وسط المدينة ومن ضمنه حي بني مالك، وذلك للقيام بأعمال الرش في مواقع تجمعات مياه الأمطار، مستخدمة مبيدات مكافحة آفات الصحة العامة، فيما قامت فرق المراقبة برش تجمعات مياه الأمطار في أكثر من 290 موقعًا في البلديات الفرعية. وأكد المركز الإعلامي على التنسيق مع البلديات الفرعية لمعاونة فرق المكافحة الحشرية، بحيث يقوم مراقب منها بمراقبة فرق المكافحة في نطاق البلدية التابع لها وتوجيههم إلى مناطق تجمعات مياه الأمطار والتأكد من قيامهم بالواجب المناط بهم، مشددًا على أنه لا يوجد تمييز في مواقع الرش أو تفضيل حي على آخر، حيث يتم رش جميع مواقع التجمعات المائية سواء كان ذلك في الشوارع الرئيسة، الداخلية، البرحات، أو الأحواش، والحدائق والمباني السكنية، موضحًا أن التمييز يتم فقط للمناطق الأكثر تضررا. وأشار المركز الإعلامي بالأمانة إلى أن أعمال الرش تجري بصورة دورية على جميع أحياء محافظة جدة وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة مع التركيز على مناطق تجمعات مياه الأمطار، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الخطة الشاملة للمكافحة المتكاملة بهدف الوصول إلى مستوى إصحاح بيئي يشمل الآفات المهددة للصحة العامة.