الجرس الأول: كان يا ما كان في قديم العصر والأوان. كان عندنا رياضة ونهضة كروية يحسدنا عليها العالم كله أما الآن فللأسف الشديد أصبحت «خجلا» أمام العالم كله أيضا. لم لا؟ ألم تروا ما حدث لنا في البطولات الكروية خلال السنوات العشر الماضية ما عدا بعض المكاسب لبعض الألعاب مثل الفروسية التي حفظت لنا وجه (الرياضة الوطنية) وحصول نادي الاتحاد على بطولتين لآسيا وتأهل منتخب الناشئين والشباب لبطولات قارية وعالمية وحصول النادي الأهلي على كأس آسيا لكرة اليد وبطولات الخليج في عدة لعبات.. ما عدا ذلك (صك على الطلب) وانسَ أن ننافس أو حتى نصل للأدوار النهائية.. ولأننا كنا نعيش العصر الذهبي للرياضة السعودية والتي كانت من انجازات (أمير الشباب) الراحل الأمير فيصل بن فهد رحمة الله عليه. ذلك الرجل المجدد لرياضة الوطن بعد تسلم القيادة من الريادة الأولى وباني رياضة الوطن ومؤسسها الراحل الأمير عبدالله الفيصل رحمة الله عليه هذا الرجل الذي سلم راية التحدي للأمير الشاب الذي نهض بالوطن رياضياً ووصل به إلى مصاف النجوم في كل المحافل. كان هذا الإنجاز من قبل 25 عاما حتى السنوات العجاف العشر الماضية التي تراجع فيها التفوق الرياضي على كل الأصعدة ما عدا ما ذكرته سلفاً. ولأننا نتذكر الماضي المجيد في حضرة الحاضر (غير السعيد) فليسمح لنا القراء أن نهنئ دولة قطر التي (لوت) أعناق العالم كله لإنجازاتها على مستوى الإعلام والرياضة وحققت ما لم تحققه دولة أخرى على مستوى العالم العربي ومنطقة الخليج ولكن هذا لا يمنع أننا بكل فخر (كنا زمان) أصحاب الإنجاز وكان الجميع بما فيهم الإخوة والأخوات في دولة قطر خاصة وكل دول الخليج عندما كنا نلتقي بهم على هامش السفر أو المؤتمرات كانوا يهنئوننا بهذه الأولويات والإنجازات التي أصبحت جزءا من الماضي أما الحاضر فقد انقلب الحال وأصبحنا نرد لهم التحية والتهنئة حيث تسلموا الريادة على كل الأصعدة مع (جلوسنا) على مقاعد الاحتياط نظير ركوننا لمكاسب الماضي وكأن الحاضر والمستقبل لا يستحق أن نكرر تلك التجارب الناجحة ونعيد البريق لهذا الوطن العملاق. نعم كان يا ما كان عندنا قيادات رياضية رسمت الفخر فوق جباهنا وكتبت اسم الوطن فوق مع كل الناجحين ولم تكن ترضى بغير المقدمة بديلا، هذا هو حالنا (كان يا ماكان) كنا أسياد آسيا ومن يعرف خارطة الطريق نحو كأس العالم مهما كانت صعوبة الطريق. الجرس الثاني: كان يا ما كان لدينا استاد الملك فهد رحمة الله عليه (درة الملاعب) وكان ولا يزال هو الأوحد ولم نستطع استنساخ واحد آخر بالرغم من حاجة جدة لمثله. نعم كان يا ما كان لدينا بطولة (الملك فهد للقارات) التي تبنتها (الفيفا) وأصبحت بطولة عالمية.. بل كان يا ما كان استضفنا بطولة كأس العالم للشباب وفعاليات كثرا أخرى.. أما الآن فمتفرجون نتسمر أمام شاشات التلفزة الخليجية ونصرخ من الانبهار بما يفعله إخواننا لأوطانهم. أليس كل ما كان من انجازاتنا التي كانت تلاقي التقدير من الجميع ونتقبّل كلنا حكومة وشعبا واعلاما تهاني الجميع. أما الآن فهل يخفى عليكم ما وصل اليه حالنا على مستوى الأندية والمنتخبات ما عدا القليل والقليل جداً. أليس هناك من يراقب ويحاسب ويعيد لهذه الرياضة مجدها وعنفوانها. فمال آل إليه حال الرياضة في بلادي خاصة على مستوى المنتخب الأول من سقوط لا يليق بوطن مثل بلادي صاحبة الريادة والقيادة طوال السنوات الماضية أوليس ما حدث نتيجة الركون لتاريخ ومجد قديم معتقدين أن التاريخ سيقدم لنا الحاضر والمستقبل دون أن ننهض مثل نهضة أمير الشباب الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله الذي انشأ أكثر من 130 نادياً على مستوى الوطن، في كل الدرجات وأوصلنا لكأس العالم عدة مرات وفتح أمامنا آفاق العالمية التي توارت عنا وأدارت ظهرها لجيل لا تعرفه متوجهة نحو (أجيال) أخرى تنشدها. الجرس الثالث: كان يا ما كان عندنا نجوم لن تنساهم ذاكرة التاريخ مثل ماجد عبدالله وصالح النعيمة وصالح خليفة وعبدالجواد والثنيان ومسعد وفؤاد انور والعويران ومحيسن وأحمد جميل والخليوي وغيرهم كثر فليعذرني الجميع، كما لن ينسى التاريخ (عمالقة التعليق) زاهد قدسي ورمضان وعلي داوود والبكر ناهيك عن نجوم التحكيم والمدربين الزياني والجوهر والخراشي والسلوة والقروني وغيرهم كثر.. أعذروني.. فالمساحة لا تكفي.. نعم كان عندنا قيادات رياضية وفنية وجماهير وفية واعلام لا ينقسم ضد الوطن ورايته مثلما ما آل اليه الحال في البطولات الأخيرة خاصة كأس آسيا الذي تمنيت أننا لم نذهب إليه إصلا فمن (مركز الأسياد) خرجنا بالإبعاد من الأدوار الأولى وبهدف يتيم يشبه إلى حدٍ ما (بيضة الديك) كان يا ماكان لنا (شنة ورنة) بين الأسياد. والآن ماذا حدث؟ اسألوا انفسكم وعودوا للوراء قليلا وابحثوا عن (فيصل بن فهد) واسألوه كيف فعل كل هذا الإرث. إنها ليست (بكائية) بل هي حكاية حضارة سادت ثم بادت والحمد لله أولا وأخيرا. خاتمة: نذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين!!