قال الضَمِير المُتَكَلّم: هناك تصريح إعلامي قادم لمسؤولي وزارة التربية والتعليم؛ وقبل معرفة مضمونه أرجوكم أعزائي؛ وفَضلًا أدعو كل واحد منكم أن يُغْمِض عينيه الآن لبضع ثوان؛ يرسم خلالها صورة واقع التعليم العام لدينا بمدارسه وطلابه ومعلميه ومستوى مُخْرجاته...! حسنًا هل فعلتم؟ الآن تكرموا وخَمِّنوا ما الذي يحمله ذلك التصريح؟! * البشرى بالقضاء على المدارس المستأجرة التي يتكدّس فيها الطلاب وكأنهم أسماك صغيرة محشورة في عُلَبة سَردين! * إعادة النظر بطريقة (التقييم المستمر) التي تمنح كل الطلاب المعدل (واحد)، والنتيجة طلاب لا يحسنون حتى أبجديات القراءة والكتابة. * الإعلان عن منح جميع المعلمين المستويات التي يستحقونها نظامًا، وتطوير أدواتهم وقدراتهم، وإبعاد من كان منهم لا يصلح للتدريس؛ ممن دخلوا إلى عالم التربية والتعليم في زمن كان فيه التدريس وظيفة من لا وظيفة له! * التأكيد على انتهاء مشروع التطوير الحقيقي لمفردات المناهج بما تقتضيه معطيات العصر وأدواته، وتحويل الفصول إلى قاعات ذكية، والكتب إلى حاسبات محمولة لكل طالب ومعلم! * تدرون لن نحلم بذلك كله؛ فهل تتوقعون أن يكون ذلك التصريح الإعلامي قد أوصى بتوفير مياه نقية ودورات مياه نظيفة في كل المدارس؟! (يا ليت) استعدوا لفقاعة إعلامية جديدة وتغريد بعيدٍ عن الواقع، والبحث عن كماليات في ظل فَقْد الأساسيات؛ فقد أكد مسؤولو وزارة التربية والتعليم في تصريحات إعلامية على هامش الملتقى الخليجي الأول لتقنية (النانو) الذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة الرياض، أن الوزارة تسعى لإنشاء (40 مركزًا) على مستوى المملكة لدعم الأبحاث العلمية وتقنية (النانو) حيث تَمّ الانتهاء من ثلاثة مراكز علمية في الفترة الحالية، وأشاروا إلى سعيهم إلى زراعة مفهوم (النانو) في المراحل الدراسية الأولية، واستغلال النشاط اللاصفي لهذا الغرض، مع حرصهم على تدريب المعلمين على هذه التقنية، واقترح بعضهم إدراجها ضمن المناهج! الله الله تصوروا تخيلوا تفكهوا (تقنية النّانو) تسكن مدارس مستأجرة، وتنام هانئةً في فصول بعضها مطابخ، وينفذها طلاب الكثير منهم يحفظ ولا يفهم! نعم (تقنية النانو) في مدارس مجتمع لم يصنع حتى الآن علبة الكبريت! يا سبحان الله متى يهبط المسؤولون عندنا إلى أرض الواقع، ويتوقفوا عن إهدار الأقوات والأموال العامة في الأوهام والأحلام المستحيلة؟ وامتدادًا لتلك الأوهام أقترح عليكم أن تعودوا صغاركم على (النّانو) قولوا لهم بدل (نامُوا.. ناموا) (نَانو.. نانو) (يا هؤلاء تكفون احترموا عقولنا شوي). ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.