أشارت صحيفة إندبندنت البريطانية إلى أن محكمة هندية أثبتت مسؤولية بعض المتشددين الهندوس عن هجمات على قطار كان متجهاً من الهند إلى باكستان، وهي الهجمات التي قتل فيها العشرات وأصيب مئات آخرون. إضافة إلى مسؤوليتهم عن هجمات أخرى وقعت على بعض المساجد وهجوم ثالث على بلدة يشكِّل المسلمون غالبية سكانها. وقالت الصحيفة: قد تجد الحكومة الهندية نفسها مضطرة لمواجهة أدلة ديدة تؤكد بصورة واضحة أن إحدى الشبكات الإرهابية الهندوسية التي تعمل سراً هي المسؤولة عن موجة من الهجمات الرهيبة التي شهدتها الهند واتهم فيها في السابق مسلمون متطرفون. وأضافت انبندنت: وأمام المحكمة أدلى أحد رجال الديانة الهندوسية باعترافات تم توثيقها بأنه وأتباع له على ارتباط بمنظمة هندوسية يمينية قاموا بالتخطيط وتنفيذ هجمات على قطار ركاب كان متجهاً من الهند إلى باكستان، وكذلك اعتدوا على مسجد وقاموا بهجومين آخرين على مدينة ماليجاون ذات الأغلبية المسلمة في جنوبي الهند. وأقر نابا كومار سركار الذي يبلغ من العمر 59 عاماً أن الهجمات التي قاموا بها جاءت رداً على تصرفات الناشطين الإسلاميين، وقال أمام المحكمة: كان لا بد لنا أن نرد على هجمات المسلمين الذين يستهدفون الهندوس. لذلك قمنا بتلك الهجمات انتقاماً مما يفعلونه. قلت للجميع إنه ينبغي لنا أن نرد على القنابل بالقنابل. وأضاف سركار: 80% من سكان ماليجاون مسلمون، لذلك كان علينا أن نقوم بتفجير القنبلة الأولى فيها, كما أكدت لهم أن مدينة حيدر أباد ينبغي أن تشهد هجمات مماثلة لأنها طلبت الانضمام لباكستان عندما انفصلت. ومن الأماكن التي اقترحت القيام بهجمات فيها مدينة «أجمر» لأنها تحتوي على مزار ديني، إضافة إلى جامعة عليكرة الإسلامية. وتشير الصحيفة إلى اهتمام الحكومة الهندية بالقبض على منفذي تلك التفجيرات في حينها، قائلة: قامت السلطات الهندية باعتقال عدد كبير من الأشخاص المشتبهين بتهمة المشاركة في تلك الهجمات، وكانت الشرطة قد اتهمت جماعات هندوسية بالمسؤولية عن هجمات جرى تنفيذها في تلك الفترة التي شهدت اعتقال عدد كبير من الأشخاص من بينهم ضابط عسكري في الخدمة حينها. ولعل اعترافات سركار التي كشفت عنها بعض وسائل الإعلام الهندية هي أكثر الأدلة الدامغة التي تكشفت حتى الآن وتؤكد أن المتطرفين الهندوس هم من يقف وراء تلك الهجمات. كما أنها تظهر أن المتورطين فيها كانوا أعضاء كبارا في جماعة دينية تعد المنظمة الأم لحزب المعارضة الرئيسي في الهند باهاراتا جاناتا. وتشير الصحيفة إلى أن اعتقال هؤلاء الإرهابيين لا يعتبر نهاية للتوتر، بل قد يكون بداية له، وتقول: يبدي بعض المراقبين تخوفهم من أن يؤدي القبض على سركار وغيره من الشخصيات الهندوسية البارزة إلى ازدياد التوتر بين المسلمين والهندوس فالأدلة ليست حاسمة لكنها تدعو للحذر. ويجد هنا أن الزعيم الهندي راؤول غاندي ابن رئيس الوزراء الأسبق راجيف غاندي وأحد الشخصيات البارزة في حزب المؤتمر الهندي والمرشح على نطاق واسع لأن يكون رئيس وزراء الهند القادم كان قد ذكر للسفير الأميركي بالهند إنه يعتقد أن تنامي التشدد الهندوسي يمثل خطراً أكبر على الهند من خطر الناشطين الإسلاميين، وهو التصريح الذي أثار ردود أفعال واسعة في الهند.