اعلن وزيرا خارجية قطر وتركيا انهما علقا امس جهود الوساطة التي تستهدف التخفيف من حدة الأزمة السياسية في لبنان، وقالا ان مقترحاتهما قوبلت "بتحفظات"، فيما شهدت الحدود الاسرائيلية - اللبنانية تحركات مكثفة للآليات العسكرية الاسرائيلية بمحاذاة الشريط الشائك على الخط الأزرق الحدودي الدولي الذي يفصل لبنان عن شمال فلسطينالمحتلة. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية ان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو غادرا لبنان قبل فجر امس عائدين إلى بلديهما للتشاور. وذكر بيان مقتضب صدر لدى مغادرتهما ان الاثنين اللذين عقدا محادثات استمرت يومين مع الخصوم السياسيين في لبنان طرحا أفكارا بنيت على مبادرة سابقة قدمتها السعودية وسوريا لتهدئة التوتر السياسي في لبنان. وأجرى الشيخ حمد وداود أوغلو محادثات منفصلة مع القادة اللبنانيين من بينها محادثات استمرت اربع ساعات مع حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي يعيش مختبئا خوفا من الاغتيال. وقال البيان: "بسبب بعض التحفظات (على المقترحات) قرر (الوزيران) التوقف عن مساعيهما في لبنان في هذا الوقت ومغادرة بيروت من اجل التشاور مع قيادتيهما”. وفي تعليقات صحفية نشرت امس، قال دواد اوغلو ان الموقف الآن "اكثر ايجابية" عن بداية هذا الأسبوع وقال ان هناك مؤشرات على مزيد من المرونة، مضيفا: لا احد يحاول رفض هذه الجهود وهذا يساعدنا في المضي نحو التفاصيل... كان من الممكن ان يكون تحقيق اي تقدم أصعب اذا تمسكت الأطراف بموقفها الذي كانت عليه يوم الأحد الماضي. وبدأت الأزمة السياسية اللبنانية بلائحة اتهام سرية ارسلها يوم الاثنين مدعي محكمة تدعمها الأممالمتحدة تحقق في اغتيال الحريري الى قاضي التحقيقات. وقال مسؤولون لبنانيون ودبلوماسيون غربيون انهم يتوقعون ان توجه المحكمة اتهامات لأعضاء في حزب الله الذي ينفي قيامه بأي دور في اغتيال الحريري ويقول ان المحكمة تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وأسقط حزب الله المدعوم من سوريا وايران الحكومة بعد ان رفض رئيس الوزراء مطالب الحزب بعدم تعاون لبنان مع المحكمة. ياتي ذلك فيما قامت آليات عسكرية إسرائيلية امس بتكثيف تحركاتها بمحاذاة الشريط الشائك على الخط الأزرق الحدودي الدولي الذي يفصل لبنان عن شمال فلسطينالمحتلة. وأفادت تقارير امنية أن دوريات إسرائيلية عمدت إلى التوقف لفترة من الزمن قبالة بوابة فاطمة الحدودية حيث راقب جنودها بالمناظير التحركات في الجانب اللبناني المحرر كما استحدث جيش العدو الإسرائيلي من جهة ثانية نقطة مراقبة جديدة بمحاذاة السياج الشائك عند الخط الحدودي التقني بين لبنان والكيان الصهيوني. وإثر ذلك قامت قوات الطوارئ الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني بتسيير دوريات مصفحة على طول الخط الأزرق الحدودي وخاصة في محيط بلدات المطلة والحمامص والوزاني والغجر حتى تلال كفرشوبا الشرقية وراقبت عن كثب كل التحركات الإسرائيلية في الجهة المقابلة تحسبا لأي طارىء .