علمت من خلال الصحافة عن مشاركة سعودية في (صالون الخريف الفرنسي) في دورته (110) التي تقام في باريس في منتصف شهر نوفمبر الجاري وتستمر لمدة شهر. وهذا الصالون كما نعلم ملتقى دولي عريق وكان يطلق عليه (صالون المرفوضين) وقد عرض فيه عمالقة الفن التشكيلي أمثال بيكاسو وماتيس وسيزان والفرنسية مونيك بروني وغيرهم من كبار الفنانين الأوروبيين. تأتي دورة الصالون هذا العام وفق مشاركة عربية كبيرة حيث يشارك فيه فنانون عرب من مصر والعراق وتونس والجزائر والسودان والسعودية والكويت وقطر وغيرهم، ما يميز هذا الصالون هو المتابعة الجماهيرية والحضور الإعلامي المكثف، وبلا شك فهو نافذة يطل من خلالها الرائي الأوروبي وغيره على الثقافة العربية والإسلامية من خلال كم كبير من أعمال التشكيليين العرب والذين علمت أنهم من الأسماء البارزة أمثال المصري د. عمر الجندي، والسوداني د. راشد دياب، والعراقي سعد الكعبي، وغيرهم. وهذه بلا شك أسماء تشكيلية عربية عريقة سوف تضيف للمشاركة العربية في هذا الصالون بعدًا آخر. ما يخص مشاركة المملكة في هذا الصالون تمثلت في التشكيلية حنان باحمدان (فنانة البورتيريه)، وهدى العمر، ومحمد العبلان، ووهيب زقزوق؛ وهي أسماء معروفة ولها حضورها الجميل سواء على المستوى المحلي أو على النطاق العربي. وما من شك أيضًا في أن المشاركة السعودية وبهذا الحجم في هذا المعلم التشكيلي الأوروبي مؤشر آخر لديناميكية الحراك التشكيلي السعودي وسعيه الدؤوب نحو آفاق عالمية أكثر رحابة وبما يساهم مع التشكيليين العرب الآخرين في تقديم الثقافة الإسلامية والعربية بكل جمالياتها ومقوماتها الحضارية، إضافة إلى تسليط الضوء على المنجز التشكيلي العربي بما يتضمنه من أطروحات فنية تتواكب مع العصر بكل تقنياته ومعطياته وبما لا يجعلها تنسلخ من أصالتها وتفردها ووهجها الثقافي العريق. اعتزازنا وتقديرنا لهذه الأسماء المشاركة وإيماننا بقدرتها على إيصال (صوت التشكيل السعودي) إلى آفاق أكثر عمقًا في الأوساط العالمية خاصة وأن لكل فنان مشارك بصمته وأسلوبه المتفرد بما يساعد على تقديم بانوراما سعودية جمالية تنوعت فيها معطيات اللون بكل جمالياته كما في أعمال العبلان وهدى العمر وما تقدمه الفنانة حنان باحمدان من خلال أعمالها المتخصصة في فن (البورتريه) والطبيعة الصامته وما تحمله هذه الوجوه من شواهد ومؤشرات إنسانية وقيم فنية وجمالية تغوص في الهم الإنساني، إضافة إلى مشاركة وهيب زقزوق بكل جرأته وحماسه. لن أدخل في تفاصيل آلية مشاركة هذه الأسماء في هذا المحفل التشكيلي الكبير لكنني أجدها مغامرة جريئة تحسب للفن التشكيلي السعودي والذي أعتقد ومن وجهة نظري الشخصية أنه يمر حاليًا بنقلات كبيرة سواء في مجال الفكر والمضمون أو التقنية بما سيؤكد حضوره في كافة الفعاليات وقدرته على إثارة الإعجاب. [email protected]