البرلمان، أو الشورى، أو مجلس العموم، أو غيرها من مسمّيات أخرى تُسمّى بها هذه المجالس في كل دولة من دول العالم، هي -وإن اختلفت الأسماء- مجالس تمثل اهتمامات الشعب ومصالحه، ودور أعضاء هذه المجالس لتحقيق هذا الهدف الذي من أجله اختيروا أو انتخبوا، وتصل كل عضو منهم مخصصات مقابل هذه المهام، لكنّ كاتب هذه السطور يرى في مجلس العموم البريطاني مَن تجاوز هذه المهام إلى غيرها، حينما عرضت (14) برلمانية بريطانية بزعامة النائبة (سارة ولستون) ما يُسمّى مساعدة الحركة النسائية لتحسين أوضاع المرأة السعودية، فيما يتعلق بحرية السفر، وتلقي العلاج والدراسة دون وصاية ذكورية، وهذا العرض تدخل مرفوض في شؤون دولة ذات سيادة، يحترمها الجميع، وخروج على أدبيات العمل البرلماني المحترم، وتجاوز بعيد عن اهتمامات الناخب البريطاني الذي ينتخب برلمانه بناء على برامج يقدمها المرشحون، تدور حول كل ما يلامس تحسين ظروف حياة البريطاني، وأسرته في بلده، والتي حتمًا ليس منها هذا العرض السخيف لتلك النائبة البريطانية وزميلاتها اللاتي كان من الأجدى لهنّ الاهتمام بأوضاع المرأة الغربية التي تعيش في بريطانيا وغيرها أسوأ فترات حياتها، في ظل بهرجة جوفاء، وحرية زائفة، وإفلاس أخلاقي جعل منها بضاعة معروضة في دكاكين الردى والتردي، والإذلال والظلم والهوان، حتى أصبحت مثالاً حيًّا للشقاء والبؤس والتعاسة، جاء في بعض الإحصائيات المنشورة سابقًا في مجلة المستقبل عدد (154) إن في بريطانيا تحمل سفاحًا (170) شابة أسبوعيًّا وفي أمريكا تغتصب (1900) فتاة، منهن 20% يُغتصبن من قِبل آبائهن، وفي أمريكا نسبة الطلاق 60% من مجموع عقود الزواج، وفي إسبانيا سجلت الشرطة في عام أكثر من (500.000) بلاغ اعتداء جنسي، وفي إيطاليا للمرأة حضور غير محدود في شبكات المافيا وغيرها، أعتقد أن مثل هذا الانحدار المقزز لوضع المرأة الغربية هو المستحق لاهتمام وشفقة النائبة البريطانية سارة ومَن سايرها، أمّا المرأة السعودية فهي تنعم -ولله الحمد- بكامل حريتها وحقوقها في ظل ما يحفظ لها كبرياءها وكرامتها وعفافها في وطنها الكريم الذي فيه تتلقى العلاج، والرعاية الصحية الآمنة مجانًا، وتمارس فيه التجارة الحرة المدعومة من الدولة بدون ضرائب مفروضة، وتتلقى التعليم إلى أعلى المستويات داخل بلدها وخارجه دون تمييز على نفقة الدولة، بينما الدراسة في بريطانيا للقادرين من الأغنياء ومَن في حكمهم، يؤكد ذلك امتعاض الناشط البريطاني (جونا ثان كولير) المنشور في الجزيرة نت حينما قال (إن الطلاب ومعهم العمال في بريطانيا لا يقبلون أن يكون التعليم حكرًا على الأغنياء). ختامًا لعل أصحاب هذه الأصوات المزايدة يصلون إلى قناعة، فيغضون من أصواتهم، ويقصدون في مشيهم، فالمرأة السعودية الشامخة بدينها ووطنيتها قامة عملاقة عصية نقية تقية محفوظة الكرامة والحقوق لا تصغي للأصوات المغلفة لأنها تعي أنها محسودة ومستهدفة ممن يعانون من صراع وجداني متأصل فيه الحقد والحسد والإفساد. عبدالله رمضان العمري - خميس مشيط