الزكاة ركن عظيم من أركان الإسلام، بها تحيا المجتمعات، وعليها يعول الفقراء والمساكين والمنقطعون؛ ليعيشوا حياة طيبة قامت من أجلها حروب الردة في زمن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك في صدر الإسلام، وفقدت الأمة كثيرًا من الصحابة رضي الله عنهم وذلك ليكون الدين كاملًا لا نقص فيه. وقد اقترن إيتاء الزكاة بإقامة الصلاة في مواطن كثيرة في القرآن الكريم دلالة على أهميتها وحتى إن الله سبحانه وتعالى وصف المشركين في سورة فصلت بأنهم لا يؤتون الزكاة ويكفرون باليوم الآخر وهذا يدل على مدى أهمية الزكاة فعدم أدائها من أهم صفات المشركين (...وويلٌ للمشركين* الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون). كيف لا والزكاة تُنمّي الأموال وتُرضي الله عز وجل وتصلح المجتمعات وتضمن للفقراء والمساكين والضعفاء حياة كريمة، فهي حق من حقوقهم فرضها الله سبحانه وتعالى على الميسورين من المسلمين. ولكننا اليوم أصبحنا نفتقر إلى التمتع بأداء هذا الركن العظيم وهذه العبادة المهمة وأصبح أداؤها كالضريبة ليس ذلك فحسب ولكن أصبحت من أهم الأمور التي تشغل بال الشركات والمؤسسات والتجّار وتشوش أفكارهم فلا تستطيع أن تتحرك في عملك التجاري بحرية إلا بشهادة الزكاة والدخل وأصبح استخراج هذه الشهادة فيه معاناة كبيرة وروتين هائل يقف حائلًا دون الاستمتاع بهذه العبادة العظيمة كما أسلفنا فتارة تحدد الزكاة جزافًا وتارة تدفع أقل مما وجب عليك دفعَه شرعًا وتارة أكثر وتارة يضيع الملف في أسياب المصلحة فتتعطل مصالحك لمدة أسابيع بل أشهر وتخسر الكثير جراء ذلك ولكننا لا ننكر أن اهتمام الدولة بمتابعة أداء هذا الركن العظيم فيه خير كبير على مستوى الفرد والمجتمع وجزاها الله خيرًا على ذلك وجزى الله خيرًا القائمين عليها ولكن يجب ألا تكون على هذا النحو الذي يشغل بالنا دائمًا. لذا نرجو من معالي وزير المالية حفظه الله أن يخفف من معاناة التجار والمؤسسات التجارية حتى نستطيع أن نستمتع ونتلذذ بأداء الزكاة ولا تكون همًا كبيرًا يشغل بال الجميع. [email protected]