إِنَّ مِنْ أَولَوِيَّاتِِ الحُكم عَلى الأُمُور بِ مِصدَاقِيَّة أَن نَنظُرَ لهَا بِ رَجَاحَةِ البصَر وَالبصِيرة وَالمنطِق كمَا قِيلَ نقلاً عن أحد الكُتَّاب: الناس في رؤية الأشياء ثلاثة: مَن يرى رؤية طبيعية فيقيس الأمور كما هي بين رؤيته وقدرته، ومنهم مَن يرى بالدربيل فيرى الأمور قريبةً جدًّا، فهذا حالم أكثر من قدرته يستمتع بالأماني فقط، ومنهم مَن يعكس الدربيل فيرى الأشياء بعيدة أكثر من اللازم. فهذا محبط لا يستطيع تحقيق شيء!! لذلك حينَ نحكُم على (شخص، أو قضية، أو مَقَال، أو مُبَرِّر، أو حَدَث، أو أيّ شيء قابل لل حكم) فَ لننظُر لها بِ آفَاقٍ شاسِعة وأبعَاد واسِعة؛ لأنَّ أقرب حُكْم لك في الواقع أبعدهُ عنكَ في الحقيقة، بمعنَى آخر: حُكمكَ لِ أمر محسوس مُشَاهَد غالبًا ما يأتِي مُغَايرًا لِمَا هو في حقيقتهُ تمامًا كَ أنْ تحكُمَ عَلَى صديقِكَ المُرَافِق لكَ فِي أغلب الأحايين.. أنَّهُ الصديق الصدوق بينما لن تجده في النوائِب. فَ الوَاقِع شيء، وحقيقةُ الأمر شيء مختلف تمامًا على ما هو عليه. فخلاصة القول: أن لا نحكم على وقائِع الأمور قبل التقصّي والتحقق من حقيقتها، فَ الواقِع زائِف، والحقيقة ثابتة. الواقع يحتمل كل الأوجه، بينما الحقيقة لها وجه واحد. التثبُت هو ميزان التصرف الراجح الموثوق بإذن الله. إيمان الأمير - مكة المكرمة