نظمت الجامعة الإسلامية حلقة نقاش لبناء الاستراتيجية الوطنية لحل المشكلات الأسرية الانحرافية بالمدينةالمنورة، بمشاركة عدد من المهتمين بقضايا الأسرة ومشكلاتها من الرجال والنساء من الجهات الحكومية والخيرية بالمدينة. وجاءت الحلقة في مرحلة “بناء الاستراتيجية” ضمن مشروع بحث “المشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة”، الذي ينفّذه فريق بحثيّ من الجامعة تحت إشراف عمادة البحث العلمي بالجامعة، ويبحث في المشكلات الأسرية ذات الطابع الانحرافيّ بمنطقة المدينةالمنورة. وأوضح الدكتور علي الزهراني رئيس قسم التربية ورئيس الفريق العلمي للدراسة، التي لا تزال قيد البحث ولم تخرج بنتائج نهائية، أنها تنحصر في حدود منطقة المدينةالمنورة، مركزةً على “انحرافات سلوك الأفراد عن المعايير والمبادئ التي تعارف عليها المجتمع للسلوك السويّ الموافق للمنهج الإسلامي، والممارسات الأخلاقية والسلوكية، التي تؤدي إلى تفكك الأسرة وتصدّع العلاقات الاجتماعية ومخالفة المعايير الأخلاقية والمبادئ الإسلامية والخروج عليها”. وبحسب ما أوضحه الزهراني، فإن الدراسة تناقش مشكلة ابتزاز الفتيات وهروبهنّ، والمعاكسات والخيانة الزوجية والعنف الأسري، إضافة إلى التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات والتحرش ومشاهدة الإباحيات وجنوح الأحداث والتفكك الأسري. ووجدت الدراسة من خلال بحوثها -التي لا تزال جارية- أن التدخين يتصدر قائمة هذه المشكلات في المدينةالمنورة، إذ بلغت نسبة من وصفها ب “الكبيرة” ممّن شملتهم الدراسة 70%، تلته المعاكسات بنسبة 61%، ثم مشاهدة الإباحيات بنسبة 50%، في حين بلغ عدد من وصفوا التفكك الأسري ب “المشكلة الكبيرة” ممّن استطلعت آراؤهم حسب الدراسة 43%، ثم تعاطي المخدرات والكحول 41%، وتلاها التحرش بنسبة قاربت الأربعين بالمائة، ثم الخيانة الزوجية وابتزاز الفتيات والعنف الأسري بنسب زادت على الثلاثين بالمائة، وبلغ جنوح الأحداث 29%، بينما سجل هروب الفتيات أقل مشكلة وصفها المشاركون ب “الكبيرة” إذ لم تتجاوز 15.6%. وعلّلت الدراسة المشكلات الأسرية الانحرافية بأسباب رئيسة تنوعت بين الشخصية والأسرية والتعليمية والدينية والإعلامية، مقترحة حلولًا لكل نوع من المشكلات التي تعرضت لها وجهات حليفة تشارك في تنفيذ الاستراتيجية.