يفرح الكاتب بكلمة الإطراء فرحة الطفل ببطاطس (حار نار)! فكيف إذا جاءت من أستاز الأساتيز المؤستزة/ «جعفر عباس»، واسمه الحركي «أبو الجعافر»، وهو الكاتب «السعوداني» كما يقول عن نفسه الذي اشتهر في المملكة والخليج قبل أن يعرفه القارئ السوداني بسنوات! وصدق المثل الشعبي الشهير، الذي لم يقل به غيري: «سعود/ آني» خيرٌ من «سوء/ داني»! ففي تعليقه على مقالة الأربعاء المنصرم وصف تلميذه: بأن «كراعه حارة»، وترجمتها بالسعوداني المضاد للمصراوي: قدمك قدم النحس! وقال بهبرة لسانه: «وكان السودان متحداً وقوياً ودولةً عظمى إلى أن زاره أخونا محمد السحيمي في أوائل العام المتقاعد، وبعدها لم ير السودان أو يشم العافية»! في إشارة إلى الرحلة التي كتبنا عنها عدة مقالات تحت عنوان: «من قلة أدب الرحلات»! فالمهاجر بين يديكُنَّكُمْ يكره السفر مهما كان قاصداً؛ حتى السفر إلى مقر عمله من «شرق الرياض» إلى وسطها! ورغم هذا فلا يمكن أن يتردد عن تحقيق رغبة أستاذه بأن تطأ «كراعه الحارة» أرض العم سام، وقد تعهد «أبو الجعافر» باستعداده ومن تجعفر به ومعه: «للتضحية بالبيرغر والآيباد ومايكروسوفت والاستمرار في الانتماء إلى عصر البخار بس «نفتك» وننعتق من الخوف من أمريكا»! ومع علمه بأن «تلميذه» أطوع له من «خنصره» «اليُمْرَى» و»اليُسنى» إلا أنه أكد رغبته بقوله: «روح يا محمد وصَوْمِلْ وبَلْْقِنْ وسَوْدِنْ أمريكا وستصبح بطلاً قومياً»! شُبِّيك «أبا الجعافر» لُبَّيك، و»كراعي الحارة» بين يديك! لأكرعنَنَّ ( USA) حتى تصبح ( U is A)! يعني: إنتا إيه؟ ولا حاجة! وليس في الإنجليزية (you is) ولكنها اللغة الكراعينية، التي يفهمها آلاف المبتعثين السعوديين لبريطانيا خاصة! وأهم خطوات «الصوملة»، و»البلقنة»، و»السودنة» هي اختراق اللغة التي تمثل هوية أي شعب! وستكون وجهة «الكرعنة» الأولى: «ولاية تكساس»؛ التي أعلنت السلطات فيها، يوم الأربعاء أيضاً، إسقاط تهمة السرقة والاغتصاب عن الأمريكي الأسود/ «كورنيلوس دوبري»، وتبرئته تماماً بعد أن حُكم عليه بالسجن (75) عاماً، لم ينفِّذ منها سوى ثلاثين عاماً، لأن أمه داعية له، ليجرى له بعد رحيل العمر فحص ال( DNA)، وترجموها بالكراعيني كيفما تشاؤون، لكِنَّكُنَّكُم حين تعرفون أنها ليست حالة نادرة ؛ ففي هذه الولاية وحدها حسب محامي السيد/ «دوبري» هناك أربعون حالة سابقة! لابد أن توافقوا «المُكَرْعِن بأمر أبي الجعافر»: أن أمريكا «مصوملة» قبل الصومال، ومبلقنة قبل البلقان، ومسودنة قبل الانفصال..آآي: وكل ماتقوم به من مغامرات خارجية ليس إلا نشراً للعدوى ببلاويها الزرقاء من مبدأ: عليَّ وعلى أعدائي يارب! فماذا لو «صوملناها» بتطبيق مايسمى ب»المحاكم الشرعية»؛ حيث لا قانون يضبط اجتهاد القاضي الفردي! وإذا اعترضتَ على حكمه صار خصماً لك، ومع هذا هو من يستلم منك اعتراضك، وهو من يرفعه للتمييز الذي سيضاعف العقوبة؛ لأنك اعترفت بال( DNA)! [email protected]