تتحول مدينة جدة إلى مدينة الطوارئ حين تهطل عليها الأمطار، وتشكل في وجداننا هاجس الخوف من سقيا الرحمة، ويبدأ السادة المسؤولون عن مشروعات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي في البحث عن حلولٍ مرحلية، مؤقتة ومسكنة، لنجد أنفسنا ندور في دوامة التوجس والقلق وكلنا يتمتم -الله يستر-، هذا هو حالنا في مدينة جدة مع تلك المشروعات التي أشبعنا أصحابها مماطلة وغش وتسويف.. الأوراق والخطط، والمطر والسيول وشرق الخط وغرب الخط، والبنية التحتية وغيرها وغيرها!! لينتهي بنا الحال إلى العودة إلى نقطة الصفر، والجلوس أمام التلفاز أو مطالعة الصحف نسمع ونرى ونقرأ، ونصاب بالغثيان..! هل أصابت التخمة ضمائر المسؤولين عن تلك المشروعات ومن تعاقد معهم ولم يتابعهم؟ ألم يخجلوا من الله وهم يرون أن الكثير من المشروعات التنموية لدينا أنجزت في فترة وجيزة؟ وشهدت نجاحًا اخترق صداه سمعهم وأبصارهم، أم أن المماطلة واللا مبالاة بالبلد وبأرواح الناس بات ديدنهم وناموسهم؟ وهل الجدل المقيت الذي صَمُوا به آذان الناس يوصل إلى نتيجة؟ من يرى أولئك البسطاء من قاطني الأحياء المتضررة من الأمطار والسيول الذين لم يجنوا من تلك الألاعيب إلا الهوى، يتيقن أن مشروعاتهم وخططهم وحلولهم وُصمت بالهشاشة، فالثقة بهم انتهت، وبات الوضع لا يحتمل المزيد من الغش، فلا التعويضات حل، ولا تشكيل لجان التطوع حل، ولا التنقل من مكان إلى آخر طلبًا للأمان حل، ولا التحذيرات حل، ولا شفط المياه بالوايتات البالية حل. لا تفسير ولا حجة بينة نستدل بها لنصل إلى الحقيقة، وملحمة مشروعات تصريف مياه السيول والصرف الصحي التي نعيشها عامًا بعد عام ما زالت تشكو من الخلل الفج سابقًا ولاحقًا، وبتنا نتردد ونراجع أنفسنا ونشكك في أن البلد تشهد مشروعات تنموية هائلة في هذا المجال، فمن المستفيد من كل هذا؟ وهل التشتت والتنقل والهروب هي الفاتورة والضريبة التي يجبر قاطنو تلك الأحياء على تسديدها عند هطول سقيا الرحمة..؟! حسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]