قال وليد الابن الأكبر للفقيد ناصر الشريف المتوفى مع أبنائه الثلاثة في سيل البجيدي بحي الشرائع بمكة المكرمة الأسبوع الماضي: “سمو الأمير عبدالعزيز بن فهد نعتبره لنا بمثابة الوالد، فقد واسانا بكلماته ومسح دموع 14 يتيمًا ويتيمة فقدوا أباهم وثلاثة من إخوته، فمصابنا كبير وحزننا أليم وصورة والدنا واخوتنا الثلاثة لا تفارقنا، والتبرع السخي من قبل سمو الأمير عبدالعزيز رسم البسمة على محيا كل يتيم من إخوتي، وندعو الله عز وجل أن يحفظ سموه وأن يطيل عمره وأن يقيه ويحميه من كل مكروه. وأضاف وليد: عندما تلقيت خبرًا بالتبرع استشعرت بأن عائلنا لم يمت ولنا آباء هم قيادتنا الرشيدة الذين يشعرون بما نشعر ولا يتأخرون عنا عند الازمات. وعن قصة غرق والده واخوته قال وليد وهو يتنفس الصعداء والألم يعتصره: “ما زلت أعيش الصدمة فلم أتوقع أن القدر سيخطف والدي بهذه السرعة فقد كنت معه واخوتي الثلاثة وجدتي فقط في المنزل، وكانت امي وعمتي (الزوجة الثانية) في زيارة للأهل. مضيفًا: حيث ذهبنا يوم الاربعاء المنصرم قبل الحادث، لحضور حفل زواج في وادي فاطمة وعدنا في المساء لمنزلنا، وفي اليوم الثاني (الخميس) في الظهر طلب مني والدي أن اذهب لاحضر غداء من المطعم، وبالفعل ذهب لكنني رجعت من منتصف الطريق بسبب الظلام والمطر وأبلغته أنني لا استطيع مواصلة المشوار لان المطر غزيز، فقال سأذهب بنفسي وحاولت أن امنعه من الذهاب خوفًا عليه لكنه أصر وقال سأعود حالًا، وخرج معه اخوتي (وسيم وهاشم ورائد) وانتظرنا عودتهم لكنهم تأخروا فقالت جدتي ألحق بأبيك فقد تأخر علينا وكانت عيناها تدمعان وكأنها تشعر بقرب وفاتها فاستغربت منها واجريت اتصالًا بأبي فقال أنا في المطعم حبسنا المطر وعندما يخف سأخرج. وأبلغت جدتي بانه في المطعم لكنها بقيت تبكي وتنادي بأعلى صوتها عليه، فخرجت ومعي جدتي إلى البجيدي ثم عدت في طريق إلى المطعم الذي ذهب والدي إليه لكي أفاجئه بمجيئي ونعود سويا إلى المنزل، وفي طريقي إلى المطعم تلقيت اتصالًا من عمي، وقال: هناك سيارة في السيل تعرف صاحبها قلت له لا أنا ذاهب إلى ابي في المطعم، وعندما وصلت للمطعم لم أجده فعرفت أنه خرج إلى البيت، فتوجهت للحاق به وعندما اقتربت من البيت تفاجأت بالسيارة فعرفتها وحاولت أن اصرف نظر جدتي عنها حتى لا تعرفها، وبالفعل اعدتها للبيت ورجعت للسيارة ولم اجد بها أحدًا فعرفت أن السيل جرف والدي وإخوتي. وبدأنا الاتصال على الدفاع المدني ومن ثم بدأنا البحث عنه وساعدنا أهل القرية الذين توصلوا للعثور على اخواتي قبل المغرب فيما تم العثور على والدي عند العشاء حيث جرفته السيول لموقع بعيد عن الحادث. وقبل رحيل والدي إلى جوار ربه بيوم ذهب لاثنين من اقاربه وتسامح معهما، ومر قبل ذلك بيوم على اصحاب البقالات التي نستدين منها لشراء احتياجات المنزل وطلب من كل بقالة جمع كامل المبالغ المسجلة عليه وعرفت ذلك عندما ذهبت عقب وفاته لجمع ما عليه من ديون وكأنه يعرف موعد وفاته، ووجدت ورقة في السيارة مدون فيها الديون التي عليه كافة وأصحابها، ومنها اقتراض مبلغ 90 ألف ريال من البنك، ووجدت مبلغًا له في السيارة سددت به بعض الديون التي عليه. وقال وليد: جميع المعلمين يثنون على إخوتي خلقًا ودراسة وقد جاءنا المعلمون مؤدين واجب العزاء وأحب أن اشكرهم على مباردتهم وعزائهم لنا. وعن سرعة تجاوب الدفاع المدني قال وليد: الدفاع المدني تجاوب معنا، وان كان هناك شيء من التأخير لكنهم وصلوا وبذلوا جهدًا لا بأس به لكنهم لم يعثروا على الجثث بل المواطنون الذين وجدوها وبحثوا معنا.