كنا ولا تسل كيف كنا نتباشر بهطول الأمطار صيفاً وشتاءً و»نص نص»؛ وكانت أفضل حلقة من «مسلسلة الأخبار السعودية»، حين يطل «جميل سمَّان» مبتسماً كعادته: «ومن أخبار الخير والبركة «هطلط» اليوم وأمس وغداً، أمطارٌ غزيرة على أنحاء متفرقة من المملكة، سالت على إثرها الأودية والشعاب، واللُّعَابُ «للكشتات»، والمعسكرات البرية على شفاه الغدران، و»الخَبَارِي»، و»المناقع»، في مختلف الرياض، والفياض! وأحلى الأماني مع «حسن كراني»، و»أفراح وتهاني» مع «عوض القحطاني»! يوم كنا ولاتسل كيف كنا في «حي بني مالك»، حيث يشكِّل «شارع فلسطين» نهاية جدة، ومابعده يمتد «خَبْتٌ» من الحنين، لا يصله بالبحر و»سمسمية» الصيادين، إلا «سيولٌ» تتضوَّع برائحة «الأراك»، تتهادى من «وادي فاطمة»، ليغرِّد صوت الأرض/ «طلال مداح»، برائعة الزميل/ «الشريف الرضي»، العراقي النبيل؛ رغم كرهه للأزمل منه/ «أبي الطيب الكذاذيبي»!: ياظبيةَ البانِ ترعى في خمائله * لِيهْنِكِ اليومَ أن القلبَ مرعاكِ! الماءُ عندكِ مبذولٌ لِشَارِبِهِ * وليس يرويكِ إلاَّ مدمعي الباكي! سهمٌ أصابَ وراميهِ ب(ذي سلمٍ) * من بالعراقِ... فإذا علمتَ من مصادر لا تمت إلى الثقة بصلةٍ، أن (ذا سلم) هي: «أم الأقمار الصناعية»، الواقعة بين جدة ومكة المكرمة اليوم، وأن حبيبته «حجازية» ربما كانت جدتي «حمدة»/ صاحبة السيارة «دوجٍ حمر والرفارف سود» لمحها ترعى الغنم ، أثناء عودته من الحج؛ فهو «شريف» و»رضي»، يغادر بكرامته قبل أن تلطعه خطوط «النسخ والرقعة» في مواقف مطار «جدة» أسبوعاً، ثم تضبطه الجوازات في «الدمام»! أين وصلنا؟ عد إلى قولنا «إذا» ومابعدها ثم قل: أدركتَ حرقة الشاعر في قوله: « من بالعراق؛ لقد أَبْعَدْتِ مرماكِ!» ولتعرفوا الفرق بين «مطر الرحمة والحب» زماااااان، ومطر «الأضرار والدمار والغُبار»... أحد جاب سيرة «الرياض»؟ تخيلوا أن نسمةً من عطر «ظبيته»، وصلت إليه مع هبوب «الغربي»، عن طريق «غور الأردن»، حيث تعشَّت «مُسحَّباً»، و»بيَّضت» أسنانها عند الدكتور/ «عادل حامد»، مجاناً يا «زلمِه»: هَبَّتْ لنا من رياح الغَوْرِ رائحةٌ* عند الرُّقادِ عرفناها بريَّاك! وهنا يتضح الفرق بين «المطرين» أكثر: فخبير الأرصاد القدير/ «عبداللطيف العيوني» كان يقول: هبَّت «لنا»! أما مذيع الأرصاد المعاصر/ «عقيل العقيل»؛ فلأنه من «جدة غير» سيقول: هبت «علينا»! ليقاطعه زميله/ «عادل القازنلي» قائلاً؛ لأنه من «المدينةالمنورة»: سيبكم مِنَّهُ، هبت «فينا» وفي اللي خلفونا! ولكن العجيب أن تزامن المطر مع الحج معروفٌ منذ «مبطي»؛ بدليل أن «الشريف الرضي» سيحجُّ العام القادم بدون تصريح طبعاً ليلقى حبيبته: سقى «مِنى» وليالي «الخِيفِ» ما شربت * من الغمامِ وحيَّاها وحيَّاكِ إذ يلتقي كلُّ ذي «دَينٍ» ومَاطِلُهُ * مِنَّا ويجتمع المَشْكُوُّ والشَّاكي! أما قوله: أنتِ النعيمُ لِقلبي والعذابُ لَهُ * فما أمرَّكِ في قلبي وأحلاكِ! فهو لايعني غير «جدة غير».. بنت الجيران الأولى.. يا «سِيد أهلي»!