عاد الهدوء فجر أمس إلى محيط الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة (مقر البابا شنودة) بعد نجاح الأمن المصري في احتواء مظاهرات الأقباط الغاضبة التي أسفرت عن إصابة 45 شرطياً بينهم عشرة ضباط برتب مختلفة و15 متظاهرا قبطياً. وأوضح مصدر أمني أنه تم إصدار تعليمات لقوات الأمن المركزي وضباط الشرطة المتواجدين أمام الكاتدرائية بضبط النفس واحتواء المشاعر الغاضبة للمتظاهرين وعدم الاشتباك معهم، كما تم الاتصال بالقيادات الكنسية بالكاتدرائية لتهدئة المتظاهرين. وقام عدد من القيادات الكنسية بالخروج إلى شارع العباسية ومخاطبة المتظاهرين، حيث أمروهم بالانصراف إلى منازلهم، وتم بعد ذلك فتح الطريق أمام السيارات بعد إغلاق دام حوالى 3 ساعات. كما وقعت مصادمات بين عدة آلاف من الأقباط وقوات الأمن أمام وزارة الخارجية ومبنى الإذاعة والتليفزيون في القاهرة بكورنيش النيل مطالبين بالقصاص من مرتكبي الاعتداء، فيما فرضت الأجهزة الأمنية حولهم طوقا أمنياً مشدداً. وقام بعض الأقباط بقطع طريق يصل بين شرق القاهرة وجنوبها مما تسبب في إعاقة حركة المرور. وتقوم الأجهزة الأمنية المصرية حالياً بوضع كاميرات مراقبة حول مباني الكنائس خاصة الكبيرة منها وفى الشوارع القريبة والمحيطة بها. ووتصل الكاميرات بأجهزة عرض في غرفة الأمن بالكنيسة لرصد الحركة طوال ساعات اليوم حول الكنيسة وبالشوارع القريبة منها، كما تم عمل نقاط امنية ثابتة على ناصية كل شارع يؤدي إلى كنيسة، ومنع السيارات من الاقتراب منها باستثناء سيارات ذوى الاحتياجات الخاصة أو المعاقين الذين يسمح لهم بالدخول بسياراتهم إلى مبنى الكنيسة بعد التفتيش الصارم والتأكد من هوية مستقلى السيارة وعدم وجود شبهات حولهم. وصرح مصدر امني أن هناك محاولة من جانب الأمن بإقناع البابا شنودة بذلك بعد رفض وضع كاميرات على مقر الكنائس، مطالبا باستقلال الكنيسة وابعادها عن أي سلطة.