منذ وقت مبكر سبق هطول الأمطار الأخيرة على محافظة جدة وطواقم الطيران العمودي التابع للدفاع المدني تقف على تجهيز طائراتها استعدادا للتحليق فوق أجواء محافظات جدة ومكة المكرمة وينبع وأملج والليث والمدينة المنورة والعديد من المواقع التي شهدت احتجازات للمواطنين، في عمليات إنقاذ خطرة نفذها صقور الدفاع المدني أثناء دخول مياه الأمطار الكثيفة في العديد من المواقع والأحياء. قائد طيران الدفاع المدني بالمملكة اللواء محمد بن عيد الحربي أوضح ان طواقم الطيارين باشرت أعمال الانقاذ والانتشال من على اسطح الفلل في مخطط أم الخير، اضافة الى اعمال الانقاذ في الاودية بالمدينة المنورة والليث ومواقع اخرى متفرقة، لافتا الى أن إعلان حالة الاستنفار كان من باب الحرص على تقديم اعلى مستوى من الخدمة للمواطنين والتي جاءت مواكبة لمضامين التوجيهات الكريمة. وأشار اللواء الحربي إلى أن الطائرات لاتزال تواصل طلعاتها الجوية من أجل المسح الجوي على نطاق واسع للبحث عن المحتجزين او طالبي الانقاذ في جميع المواقع التي تضررت من الامطار. بالاضافة الى تزويد غرف العمليات بالمعلومات التي توضح مواقع تجمعات المياه والسيول المنقولة من الاودية الشرقية. لافتا الى ان اعمال الانقاذ والانتشال في الاحداث الاخيرة تمت باستخدام آليات جديدة ومتطورة تمثلت في سلة الانقاذ والكرسي واللذين يستخدمان لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من النساء والرجال والاطفال. واسترجع اللواء الحربي مشاركة طيران الدفاع المدني في أعمال الإنقاذ في فاجعة "سيول جدة" العام الماضي، مشيراً إلى أن الأطقم الجوية، بفضل الله، تمكنت من القيام بأضخم العمليات الجوية، إلى جانب عملها ضمن الغطاء الأمني في المشاعر المقدسة بالحج، ونجحت في إخلاء عدد كبير من المواطنين والمقيمين الذين تم إنقاذهم، ووصول عددهم إلى 195 شخصا إلى مواقع آمنة، ونقل أكثر من 96 حالة إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، أو قاعدة طيران الدفاع المدني بمكة. وامتدح اللواء الحربي تكامل الجوانب التدريبية لمنسوبي طيران الدفاع المدني، معتبرا ذلك هو حجر الأساس لبناء جيل من الطيارين يمتلك من المهارة والخبرة ما يؤهله لتحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم، مؤكداً جاهزية طائرات الدفاع المدني لأداء مهامها في خدمة ضيوف الرحمن بالحج.