أقر القادة العسكريون للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا خطة تهدف الى ازاحة لوران غباغبو الرجل القوي في ساحل العاج في حال فشل المفاوضات الجارية ليتخلى عن السلطة لصالح الحسن وتارا، حسبما اعلن متحدث باسم الجيش النيجيري امس وصرح الكولونيل محمد يريما ان «لجنة القادة العسكريين عقدت اجتماعات يومي الثلاثاء والاربعاء للاتفاق على خطة في حال فشل جميع المساعي السياسية ... عندها ستقوم المجموعة بانتزاع السلطة بالقوة من غباغبو وتسليمها الى وتارا». الى ذلك عاد مئات اللبنانيين الى بلدهم قادمين من ساحل العاج التي تشهد ازمة سياسة يخشون ان تطالهم اعمال العنف الناجمة عنها، في ظل ارتباك رسمي لبناني وتحركات دبلوماسية متناقضة حيال هذه الازمة. واشار العديد من الذين غادروا ساحل العاج الى انهم تعرضوا للتهديد بعدما حضر السفير اللبناني في ابيدجان علي عجمي في الرابع من كانون الاول/ديسمبر مراسم تنصيب لوران غباغبو الذي يرفض التنازل عن الرئاسة لصالح خصمه الحسن وتارا. يأتى هذا فيما ندد الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج لوران غباغبو "بتدخل" فرنسا في شؤون بلاده والدور المحرك لقوة الاستعمار السابقة ضد سلطته، وذلك في مقابلة مع محطة يورونيوز بثت امس وأكد غباغبو ان فرنسا "تتدخل بأسوأ طريقة ممكنة. فكل القرارات التي صدرت في الاممالمتحدة بشأن ساحل العاج صاغت فرنسا مسوداتها. لاحظنا ذلك مرات عدة".واضاف ان "الاتحاد الاوروبي يلحق بركب فرنسا. في العلاقات بين القوى العظمى اليوم لكل منطقة نفوذها. وبخصوص الدول الفرنكوفونية في افريقيا السوداء، عندما تتكلم فرنسا، فالاخرون جميعا ينفذون".وردا على سؤال حول مخاطر اندلاع حرب اهلية في البلاد، حاول غباغبو الطمأنة، موجها في الوقت نفسه تحذيرا الى المجتمع الدولي.وقال "لا اعتقد على الاقل بوقوع حرب اهلية. لكن بالطبع ان تواصلت الضغوط على ما هي عليه فستكون ما قد يدفع الى الحرب، الى المواجهة".كما بدا انه يستبعد التخلي عن السلطة طوعا، مؤكدا ان مغادرته لن تشكل "اي ضمان بحلول السلام". الى ذلك حذر الامين العام للامم المتحدة بان كى مون " من دعوات للهجوم اليوم على فندق جولف في ابيدجان بساحل العاج يقيم به الحسن واتارا الرجل الذي صدقت الاممالمتحدة على فوزه في انتخابات الرئاسة.وقال المكتب الصحفى لبان كى مون ان "الامين العام ) يعرب عن قلقه العميق حيال الوضع المتدهور في ساحل العاج."واضاف البيان "انه منزعج جدا من طلب السيد بلي جود لما يسمى حركة الوطنيين الشبان لشن هجوم على فندق جولف في ابيدجان اعتبارا من الاول من يناير."وقال البيان ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ساحل العاج "مصرح لها باستخدام جميع الوسائل الضرورية لحماية افرادها بالاضافة الى المسؤولين الحكوميين وغيرهم من المدنيين في مبنى الفندق." من جهة اخر ى كشف المحاميان الفرنسيان الشهيران رولان دوما وجاك فيرجيس استراتيجيتهما للدفاع عن رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو، التي تتلخص في مهاجمة فرنسا و"عمليات التزوير".والتقى وزير الخارجية الاسبق وفيرجيس اللذان يزوران ساحل العاج بعد اكثر من شهر من اندلاع الازمة الناجمة عن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، غباغبو في القصر الرئاسي لحوالى ساعة ونصف الساعة.وفي نهاية اللقاء دافع فيرجيس (85 عاما) امام الصحافيين عن غباغبو. وقال "لقد اصبح رمزا" لانه يمثل "افريقيا جديدة، افريقيا لا تركع"، معتبرا ان "هذا ما لا يقبل به القادة الفرنسيون".وكان فيرجيس تولى الدفاع عن الفنزويلي ايليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس والذي يمضي عقوبة بالسجن في فرنسا اثر ادانته بالارهاب والرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.من جهته، قال دوما (88 عاما) ان المحاميين "سيهتمان" بالازمة التي تلت الاقتراع.واضاف "سنعد كتابا ابيض وسندافع عن السلطات القائمة"، موضحا انه "كلما تقدمنا (...) وجدنا ان عمليات تزوير جرت في الدورة الثانية من الانتخابات".وقال الوزير الاسبق ان عمليات التزوير "حدثت في قطاعات يسيطر عليها" الحسن وتارا الذي اعترفت به الاسرة الدولية رئيسا.