لا بد وأن تثير أساليب الفئة الضالة وطرقهم الخبيثة في محاولاتهم التخفي عن أعين رجال الأمن، انتباه المتتبع لقدرات رجال أمننا في كشف تلك الطرق والأساليب وتتبع آثار هذه الفئة واستئصالها من تربة الوطن. فاليقظة والحضور والحس الأمني المتميز الذي يتمتع به رجل الأمن السعودي نتيجة التدريب والتأهيل والتطوير، وما يوليه صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو مساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف من أهمية واهتمام ومتابعة وتطوير للاستراتيجية الأمنية السعودية جعلها بفضل الله، ثم بفضل هذا الاهتمام والمتابعة مدرسة أمنية يحتذى بها من قبل العالم أجمع. ما حدث أمس الأول من قتل مطلوب أمني أطلق النار على رجال الأمن في نقطة تفتيش المثلث التابعة لأمن الطرق في محيط وادي الدواسر وظهوره متنكرا في ملابس امرأة داخل سيارة يقودها شاب في ال 17 من العمر، والذي سقط هو الآخر في قبضة الأمن يؤكد مجددًا أن الخطة الاستراتيجية الأمنية، التي رسم خطوطها العريضة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- بقوله في حديثه لجريدة لوموند الفرنسية قبل بضع سنوات، “سنحارب الإرهابيين عشر سنوات، عشرين سنة، وثلاثين إن اقتضى الأمر، سواء كان الإرهابيون من المسلمين أو من غيرهم”، تلك الخطة تمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافها بعد أن أصبحت البقية الباقية من هذه الشرذمة تتخفى في زي النساء، وبعد أن تم نبذها من كافة أبناء الشعب السعودي الذي أثبت بالتفافه حول قيادته وبرباط المحبة المتين الذي يربطه بتلك القيادة أن الفئة الضالة لا يمكن أن تجد مكانًا لها في المملكة العربية السعودية التي تتخذ من مبادئ الإسلام الحنيف التي تنص على التسامح والوسطية والاعتدال شعارًا لها. تنكر ذلك الرجل الخارج عن القانون في ملابس امرأة يوحي بأنه شخص معروف لرجال الأمن وإلا لما تنكر، ويعني أن عيون رجال أمننا ستظل ساهرة في حماية تراب الوطن وأمن المواطن والزائر والمقيم، وأنها لا يمكن أن تفرط في أداء تلك المهمة الشريفة حتى يتم القضاء على ما تبقى من تلك الشرذمة قضاءً مبرمًا.