تلح الحاجة والمناسبة على تكرار إعادة النداءات بافتتاح كليات للتربية الرياضية للبنات، بعد إعلان صاحب السمو والمعالي الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم بأن هناك خطة شاملة لتطوير الرياضة المدرسية، وأن الوزارة بصدد التوقيع مع بيوت الخبرة في هذا المجال لوضع الإستراتيجية الخاصة بهذا التطوير على مدى ال50 عامًا المقبلة، وأن الخطة ستشمل الجنسين من الطلاب والطالبات، بشرى كبيرة ومنتظرة من معالي سموه، فليس غريبًا سبق سموه لهذا وهو رئيس مجلس أمناء الفروسية السعودية. فدمج العناية بالعقول بالعناية بالأبدان، بات واقعًا يفرض دوافعه مع ظهور الأعراض الجانبية لتقنيات اللمس وأمراض رفاهية (الريموت كنترول)، فالكل بات يدرك أهمية الرياضة التي تزداد الحاجة لها، وتلح على المسؤولين بالتحرّك، وعلى المجتمع بالاستجابة الواعية العقلانية مع طرح هذا المشروع والانضمام إليه، فليس جديدًا أن نتحدث عن أهمية الرياضة للصحة البدنية، ومكافحة السمنة، وارتباط صحة البدن بصحة العقل إلاّ أن افتقار المجتمع لمناشط وأماكن رياضية للجنسين على مستوى الأحياء أو المدارس، فضلاً عن طقس المملكة الذي يحول كثيرًَا دون ممارسة المشي في الحدائق، وما يسمى بالممشى في بعض الأحياء غالبًَا ما يطل على شوارع عامة تزدحم فيها السيارات، وتلوثه بالعادم ما يضاعف أهمية اضطلاع المدارس بهذا الدور المهم. والمتابع يرى انتشار الاستثمار الرياضي ومراكز اللياقة التجارية التي تقيم مستويات سعودتها عمومًا بنسب مخجلة، وفي الجانب النسائي تقيم بصفر مربع عن جدارة واستحقاق لعدم وجود أكاديميات رياضية لتأهيل وتخريج السعوديات، إلاّ أن مشروع وزارة التربية والتعليم من الضخامة والامتداد بحيث تكون هذه الكليات جزءًا من تنمية هذا المشروع وامتداده لدعمه بالكوادر الوطنية المتخصصة والمؤهلة، وسيكون مساهمًا فعالاً في حل مشكلات البطالة، ولهذا فالأمل كبير في أن تتضمن هذه الخطة افتتاح كليات للتربية البدنية للبنات على نحو سريع لتتولى الخريجات تدريس الرياضة في المدارس الحكومية. ومن ناحية أخرى بشرت وزارة التربية والتعليم السعودية بتوقعيها عقود إنشاء مبانٍ مدرسية بقيمة 1.1 مليار ريال من المنتظر أن تكون مباني نموذجية وتخصص فيها ساحات مناسبة لممارسة الرياضة، والتوافق مع الإستراتيجية الرياضية للوزارة. [email protected]